ما هو حكم التَّعلُّم بجامعةٍ عن بعد، بدون امتحانات؟ هذه الجامعة غير مُعترَفٍ بها من قبل وزارة التَّربية والتَّعليم ببلدها ولا بوزارة التَّربية والتَّعليم ببلدنا، التَّعليم بها عن بُعد عن طريق الأبحاث والمسابقات.
الجامعة تدَّعي أنها تعادل سنوات الخبرة، كأنك كنت تعمل لعدة سنوات، لا أعلم بنفس مجال التَّخصُّص أم غيره، تُعطيك الجامعة نقاطًا بدل ذلك، فمثلًا بدلَ أن تحصل على 24 دورة تدريبية تحصل على أربع أو خمس وتُنهي دراستك في سنة. هل حلال التعلُّم بهذه الجامعة؟ وهل يجوز ما تقوم به الجامعة من معادلة خبراتٍ أو تخفيف بهذا الشكل في التَّعليم؟ هل من الغش أن أعمل بهذه الشهادة؟
تدَّعي هذه الجامعة أنه بإمكانها معادلة الشهادة من جامعة أخرى مُعترَفٍ بها من وزارة التَّربية والتَّعليم، كي يتم تسجيل اسم المتخرج بالوزارة التابعة لهذه الدولة التي تعادل الشهادة بعد التخرج. فهل حرامٌ عمل هذه المعادلة وهل العمل بها غشٌّ؟ حيث إن غيري يتعلَّم الكثير لكي يحصل على لقبٍ معترف به، وأنا أحصل عليه عن طريق المعادلة؟ إذا كان حلالًا ومسموحًا العملُ بالشهادة المعادلة.
هل يجوز إخفاء هذا الأمر على صاحب العمل؟ أقصد الشهادة معادلة. مثال: ألا أقول له: إنني أنهيت اللقب من جامعة غير معترف بها من قبل وزارة التَّربية والتَّعليم، ثم قمتُ بمعادلتها من جامعة معترف بها؟ هل يكون هذا حرامًا؟ وما أكتسبه حرامًا؟
أنا أخاف الله ولا أريد أن أغضبه أبدًا إن شاء الله، والظروف لم تسمح لي بالتعلُّم بجامعة عادية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأصلَ في التَّرتيبات الإداريَّة في الجامعات وغيرها أنها من قبيل المصالح المُرسَلة التي يُرتِّبها النَّاس بما يُحقِّق مصالحهم في إطار القواعد العامَّة للشَّريعة.
والأصل أن هناك أعرافًا جامعيَّة مُقرَّرة يُعتبر الخروج عليها إخلالًا بالأمانة العلميَّة. وقد تختلف هذه الأعراف من الشَّرق إلى الغرب، وينبغي بيانُ ذلك للجهات المعنية حسب الأعراف المتبعة في كلِّ منطقة؛ خروجًا من شبهة الغشِّ والتَّدليس.
أرجو أن يكون لك في هذين الأصلين مقنعٌ، وأن تتبيَّن من خلالهما حكم نازلتك. ونرجو ألا تدخلنا في مواجهة مع مؤسَّسة تعليميَّة أو غير تعليميَّة، فمما سبق يتبيَّن المراد. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.