اضطررت لظروفي لترك بلدي المسلم، ولم أجد بلدًا مسلمًا غيره يقبلني، وسأتجه بإذن الله إلى أمريكا قريبًا لإكمال المعادلة والدكتوراه في الطب ثم العمل حتى يأذن الله لي ببلد خير، فما حكم ذلك؟ وحيث إنه سيكون بمقدوري اختيار المدينة التي أريد، فأرجو إرشادي إلى عدد من أفضل المدن الأمريكية من حيث المراكز الإسلامية وحرية إقامة الشعائر، ويفضل أن يكون العدد كبيرًا لاحتمال رفض بعضها. وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الأصل أن يقيم المسلم حيث يكون أرضى لله تعالى وأعبد له، وأنفع لدينه ولعباده، ومن ثم كان الأصل هو الإقامة في بلاد الإسلام وبين أظهر المسلمين؛ لأنها مَظِنَّة تحقيق ذلك، ويشترط للإقامة خارج ديار الإسلام: القدرة على إظهار الدين، والأمن من الفتنة فيه ليس على نفسه فقط بل على مَن جعلهم الله تحت ولايته من زوجة وذرية، ومعيار ذلك ألا تحمله هذه الإقامة وألا تحملهم على فعلِ محرَّم أو على ترك واجب، ويلزمه في هذه الحالة أن يختار من المدن والجاليات ما يكون معه أقدرَ على عبادة الله عز وجل وأقوى على إقامة شعائر دينه والتواصل مع أمته وملته، وعليه أن يلزم جماعتَهم وأن يُكثِّر سوادَهم، وأن يخالطهم ويصبر على أذاهم إن وجد.
وعلى كل حال فالوجود الإسلامي في الولايات المتحدة في تنامٍ ولله الحمد، والمراكز الإسلامية متوافرة أينما وليت وجهك، ومن الأماكن الواعدة في هذا منطقة العاصمة (واشنطن الكبرى) ونيو جرسي وميتشجان، فإن هذه من أكثر المناطق تألُّقًا ونجاحًا في باب الدعوة إلى الله عز وجل، وأسأل الله لي ولك التوفيق والسداد. والله تعالى أعلى وأعلم.
أي المدن الأمريكية أحفظ لديني؟
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 09 آداب العلم وطرق تحصيله