التمذهب حقيقته وحكمه
السؤال:
سماحتكم في سؤال سابق لي بعد أن بيَّنت لكم أني إباضي المذهب نصحتوني بمراجعة نفسي
لعلي أنهج إلى مذهب أهل السنة.
سؤالي سماحتكم هل يجوز لي أن أُغيِّر مذهبي بمذهب آخر؟ وهل ذلك يتطلَّب شروط؟ هل أكون آثمًا إذا ما غيَّرت مذهبي
أم أن ذلك جائز؟ علمًا بأني لست متعصبًا للمذهبية إطلاقًا وأعتبر أن مذهبي هو الإسلام فقط،
ومعتقدات المذاهب تختلف ولكن الغاية واحدة طاعة المولى عز وجل واتباع سنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
فهل جائز لي الانتقال لمذهب أهل السنة؟ وهل ذلك يتطلب شروطًا مثلًا الإعجاب بعالم سُنِّي تأثرت به أو ما إلى ذلك؟
أم أنه لا يتطلب أيَّ شرط؟ فأنا سماحتكم أخاف أن أكون آثمًا إذا ما غيرت مذهبي؟
وتفضلوا سماحتكم بقبول وافر التقدير والاحترام.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهناك فرق يا بني بين الاختلاف في الأصول والمذاهب الاعتقادية، والاختلاف في الفروع والمذاهب الفقهية،
فالاختلاف في الفروع والمذاهب الفقهية الأمرُ فيه هيِّنٌ وقريب، ما لم يُفض إلى تباغض وتشرذم،
لاتفاق أهله في الجملة على أصول السنة، وسلامة المعتقد والمنهج، أما الاختلاف في الأصول والمذاهب الاعتقادية
فهذا الذي يدقُّ فيه القول، وينبغي للمسلم أن يبحث عن خلاصه، وأن يسلك سبيل النجاة بالتعرُّف على الحق وملازمته.
فلعلك تتعرف بهدوء على أصول الإباضية والفرق بينها وبين أصول السنة، وإنني لعلَى يقين أن الله جل وعلا سيشرح صدرك لما
يعلم أنه الحق، فمن طلب الحق بصدق بلغه الله إياه، وإن وافته المنية يقبل ذلك كان بطلبه للحق على سبيل نجاة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
يمكنكم الإطلاع على المزيد من فتاوى أصول الفقه وقواعده لفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي
كما ويمكنكم متابعة كافة الدروس والمحاضرات والبرامج الخاصة بفضيلة الشيخ الدكتور صلاح الصاوي