كراهة الموت بشكل مرضِي

يا شيخ، أخاف من الموت لدرجةٍ تكاد تُمرضني، فأنا في حزن واكتئاب دائمين، وخاصة أني قرأت شيئًا عن الموت أو عذاب القبر، وأتشاءم من كل شيء، ليس بمعنى التشاؤم، ولكن أفسر كل شيء جديد يحدث في حياتي أني سأموت، وأحيانًا أقول في نفسي: يا رب، لمَ خلقتني؛ لأرى كل هذه الأهوال، فأنا لا أحب سيرة الموت أبدًا، مع علمي أنه مهما طالت حياتي سأموت، فلا أستطيع أن أعيش حياتي طبيعية.
كل فرح يجيئني أقول: لابد معه من حزن يكدر علي صَفْوي حتى مع زوجي أخاف أن أبعد عنه ولو دقائق لخوفي من الفراق، مع العلم أني ملتزمة والحمد لله، وأرتدي النقاب، فما حل ما أنا فيه. أشعر أني سأصاب باكتئاب مزمن. وجزاكم الله خيرًا.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الخوفَ من الموت على هذا النحو الذي تذكرين ظاهرة مرضية، فلا يأتي الخير بالشر، ولن يكون التدين سببًا من أسباب شقاء البشر وعذاباتهم.
فينبغي أن يلتمس العلاج من هذا الشعور عند ذوي الديانة من الأطباء النفسيين، ثم بمراجعة تصوراتك عن القدر والموت والحياة والحكمة من خلقهما، وأن تذكري نفسك بسعة رحمة الله سبحانه وتعالى وجميل لطفه وصنعه بعباده، ولعل من المناسب أن تتخذي لك رفقة صالحة من طلبة العلم تُعينك على ذلك.
ونسأل الله لنا ولك الثبات على الحق والعزيمة على الرشد. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الإيمان باليوم الآخر, 07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend