سؤال الموسوس عن كل موقف يتعرض له

أنا مصابٌ بوسواس في الطلاق، وبسبب هذا الوسواس يحدث لي في اليوم تقريبًا 10 مواقف تُتسبب لي الوسواس، وبسببها تقريبًا كلُّ شيوخ البلد عرفوني، وبعضهم نصحني أن أذهب إلى الطبيب، بسبب سؤالي المتكرر لهم.
عندما يحدث أي موقف أشكُّ في الطلاق بسببه هل من الواجب شرعًا أن أسأل فيه؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما عولج الوساوس يا بني بمثلِ تجاهله، وعدم الالتفات إليه.
لقد علمت أن الوسوسة من الشيطان، وأن الشيطان يُريد أن يُفسد عليك حياتك، وأن يبغِّض إليك عبادتك لربك، وأن يفرِّق بينك وبين زوجك، فهو العدوُّ فاتخذه عدوًّا، ألم يقل ربك جل وعلا: { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا} [فاطر: 6]. لا تُعنه على نفسِك، لا تكن ظهيرًا له على نفسك.
إذا جاءك وسواسٌ تجاهلْه، ولا تسأل عن هذه الهواجس أحدًا، ضعها وراء ظهرك، وعش حياتك بصورة طبيعية.
وبقيت كلمة أبشرك بها: إن مثلك ولو تلفظ بالطلاق تلفظًا صريحًا لا يقعُ طلاقه، إلا إذا قصد إليه عن رضًا وطمأنينة، لأنك مستغلقٌ عليك طوال الوقت، و«لَا طَلَاقَ فِي إِغْلَاقٍ»(1)، فما رأيك في هذه البشارة؟!
تجاهل هذا الوساوس يا بني، وأقبل على شأنك فاستصلحْه. وأسأل الله أن يمسح عليك بيمينه الشافية، وأن يجمع لك بين الأجر والعافية. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه أحمد في «مسنده» (6/ 276) حديث (26403)، وأبو داود في كتاب «الطلاق» باب «في الطلاق على غلط» حديث (2193)، وابن ماجه في كتاب «الطلاق» باب «طلاق المكره والناسي» حديث (2046)، والحاكم في «مستدركه» (2/ 216) حديث (2802). من حديث عائشة رضي الله عنها، وقال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه»، وحسنه الألباني في «إرواء الغليل» حديث (2047).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend