حكم قول: اللهم توفني على الإسلام

ما حُكم مسلم من جماعة الإخوان المسلمين يقول: اللهم توفني على الإسلام؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فهذا دعاءٌ جميل ينبغي أن يدعو به كل مسلم، سواء أكان من جماعة الإخوان أم من غيرهم، وهو ليس استعجالًا للموت، ولا دعاء به، بل هو دعاء بحُسن الخاتمة.
ولقد دعا به نبيُّ الله يوسف عليه السلام كما جاء في قوله تعالى: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } [يوسف: 101].
وهذا الدُّعاء يحتمل أن يوسف عليه السلام قاله عند احتضاره، كما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعَل يرفع أصبعه عند الموت، ويقول: «اللَّهُمَّ فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى»(1).
ويحتمل أنه سأل الوفاةَ على الإسلام واللِّحاق بالصالحين إذا حان أجلُه وانقضى عمرُه، لا أنه سأل ذلك منجزًا، كما يقول الداعي لغيره: «أماتك الله على الإسلام». ويقول الداعي: «اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين».
أما تمنِّي الموت فإنه لا يجوز؛ لما رواه البخاري ومسلم من قوله صلى الله عليه وسلم: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْـمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَابُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْـحَيَاةُ خَيْرًا لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» (2). أسأل الله أن يتوفاني وإياك على الإسلام. والله تعالى أعلى وأعلم.

________________

(1) أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته» حديث (4437).

(2) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المرضى» باب «تمني المريض الموت» حديث (5671)، ومسلم في كتاب «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» باب «كراهة تمني الموت لضر نزل به» حديث (2680)، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق, 11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend