ادعاء القربي لشخص لعمل خصم له عند الكشف الطبي

أسال الله لك أن يجزيك ألف خير، شيخ صلاح بارك الله فيك، أنا أعمل معلمًا ولي طالب أمه مريضة وحالتها المادية صعبة فقررت الذهاب بها لمستوصف أهلي وسألتني موظفة الاستقبال: هل تقرب لك؟ قلت: نعم زوجتي. لكي يعمل لها خَصمٌ وأعالجها وهي ليست زوجتي، والخصم مبلغ بسيط لا يتجاوز عشرة ريالات، فهل عليَّ إثم وهل يجب التوبة؟ وما حكم الشرع في ذلك؟ وإن كانت نوعًا من الكذب هل هي الغموس أم المنعقدة أم ليست كذبًا؟ وهل هناك حكمٌ في ذلك؟ علمًا بأنها ليست زوجتي وقلت للموظفة: زوجتي. وشكر الله لكم.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما كان ينبغي لك أن تكذب لتوفر على غيرك دريهمات معدودة، فتفسد دينك لإصلاح دنياه، وقد كان لك في المعاريض مندوحة عن الكذب، لو اكتفيت في ردك على سؤالها بأن قلت: نعم، لكان لك في الأمر سعة فإن صلة الإسلام ورحم العلم وشيجة من وشائج القربى، وعلى كل حال لقد مضى ما كان، فتب إلى الله عز وجل، وأرجو أن يغفر الله لك بتأولك وخطئك في الاجتهاد، وقد قال تعالى:{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [البقرة: 286] وقد ثبت في الصحيح أن اللهَ تعالى قال: «قَدْ فَعَلْتُ»(1). والله تعالى أعلى وأعلم.

______________

(1) أخرجه مسلم في كتاب «الإيمان» باب «بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق» حديث (126) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend