خطبتُ لابني الجامعي الذي يدرس بكلية الآداب في السنة الرابعة، فتاةً متدينة من أسرة محافظةجدًّا، وبعد شهرين رفضتِ الأسرة المحافظة هذه الخطبة بحجة أن الشاب يدخن، وأن التدخين محرم وخط أحمر، على حدِّ تعبير والد الفتاة.
الفتاة تجاوزت السابعة والعشرين، وهي سن حرجة للفتيات.
السؤال: هل المدخن يُعتبر كافرًا لا يجوز للمسلمة الزواج منه؟ فإذا كان التدخين يُخرج من الملة فلماذا نجالس المدخنين؟
على حد علمي أن التدخين مسألة خلافية بين من يحرم ومن يرى أنه مكروه، فماذا تقولون لوالد هذه الفتاة؟ أفتونا مأجورين، وشكرًا، يرجى الإسراع في الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلم يقل أحدٌ من أهل العلم أن التدخين من نواقض الإيمان، ولكنه من خوارم المروءة ونواقض العدالة، وفي عالم الزواج لا يُكتفى بثبوت أصل الإسلام، بل يبحث الناس عن أصحاب التدين الظاهر، ولا شك أن التدخين مما يشوش على ذلك.
فأرى أن تجتهد مع ولدك بإعانته على الإقلاع عن التدخين، وأن تجتهد مع أهل هذه الفتاة لمؤازرتك على حَمْل ولدك عن الإقلاع عن هذه العادة، فلا شك أن إعانته على الإقلاع عنها وظفره بمقصوده من الزواج من هذه الفتاة أرضى لله عز و جل من التهاجر بسبب هذا الأمر.
والتدخين مما عمت به البلوى؛ فينبغي الصبر على من ابتُلي به، وإعانتُه برفق على الإقلاع عنه، لاسيما بالنسبة للمغتربين خارج ديار المسلمين. والله تعالى أعلى وأعلم.
