شخص موسوس، وقد قرَّر الأطباء النفسيون ذلك، وقد سأل عدة مشايخ عن عقد زواجه فأفتاه أكثرهم بصحته فأخذ بفتوى من صحح العقد.
ولأنه موسوس تأتيه وساوس كثيرة عن العقد والفتاوى، ومن ضمن تلك الوساوس أنه حلم بحلمٍ وخشي أن يكون تفسير ذلك الحلم أنه في المستقبل سيظهر له الحق في صحة فتوى من أفتى بتجديد العقد، فنفث عن يساره ثلاثًا واستعاذ بالله من الشَّيطان ومن شر الحلم.
فهل لذلك أثرٌ في الأخذ بفتوى صحة العقد، مع العلم أن من أخذ بفتواهم بصحة العقد من أهل العلم الذي يثق في دينهم وعلمهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأسأل اللهَ لصاحب هذه النازلة العافية, وليس لما ذكرت من تأثيرٍ على تقليده من أفتى بصحة عقده، ومثل هذا لا يلتفتُ إلى وساوسه، بل يطرحها ويُريح نفسه من عنائها، وليعلم أن اللهَ أرحمُ بنا من آبائنا ومن أمهاتنا(1)، وأنه جلَّ وعلا لم يتعبدنا بما تعبَّدَنا به ليُشقينا، بل ليسعدنا ويرحمنا، وأنه لم يجعل علينا في الدِّين من حرج(2)، وأنه يُريد أن يُخفِّف عنا(3)، ويُريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر(4). وأسأل اللهَ لنا وله العافية، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

_______________

(1) قال تعالى: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: 156].

(2) قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾ [الحج: 78].

(3) قال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 28].

(4) قال تعالى:  ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185].