زواج الخاطب بمخطوبته عرفيًّا لعدم موافقة أهلها بتعجيل العقد

خطبت فتاة منذ سنة ماضية والأهل يرفضون التعجيل بالزواج؛ لأنها ما زالت تدرس، ونخاف أن نعصي الله. فهل لو تزوجتُها عرفيًّا لحين إتمام الزواج حلال أم حرام، أم أتزوجها شرعيًّا؟ وهل لابد من إثبات الزواج الأول عند تجديد العقد؟ وفي حالة الزواج الشرعي هل يمكن العمل بالقسيمة الثانية دون الأولى لوجود أسماء الشاهدين فيها؟
أرجو إفادتي بالحل، مع العلم بأن الأهل رافضون تمامًا للتعجيل.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فجوابنا عن مسألتك يا بني أنه «لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ وَشَاهِدَيْ عَدْلٍ»(1)، فاحذر مما تسميه زواجًا عرفيًّا، ذلك الذي يقع في غَيْبةٍ من الأهل ومن وراء ظهورهم.
إن كنت حقًّا تستشعر الوفاء لهذه الفتاة ولا تُريد أن تُلقي بها إلى الهاوية، وتستشعر من قبل ذلك الخوف من ربِّك جل وعلا، والحرص على مرضاته، فاقطع مبادئ هذا التفكير واعتصم بالله، واستعفف، وتجمل بالصبر، واعلم أن من يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يُعِفُّه الله(2).
ثم ما هذا الذي تقوله: إنكما تخافان من معصية الله؟ ما الذي يحملكما على التلاقي الذي تخافان معه من المعصية؟!
إن هذه الفتاة أجنبية عنك، لا يحل لك التواصلُ معها والخلطة بها على نحوٍ يُغريكما بمعصية الله -عز وجل- ويُزيِّن لكما الوقوع في الفاحشة.
أفق يا بني من غفلتك، واستيقظ من رقدتك، واسلك الصراط المستقيم، فإن كان هذا الزواج خيرًا لك يسَّره الله، وإن كانت الأخرى صرفه عنك.
ونسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يرزقك السداد والعصمة من الفتن. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) أخرجه ابنُ حبان في «صحيحه» (9/386) حديث (4075) من حديث عائشة، وقال: «لا يصح في ذكر الشاهدين غير هذا الخبر»، وذكره ابن الملقن في «خلاصة البدر المنير» (2/176) وقال: «هو كما قال ابن حبان، وله طرق أخرى فيها ضعف لا حاجة إليها معه».

(2) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الزكاة» باب «الاستعفاف عن المسألة» حديث (1469)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «فضل التعفف والصبر» حديث (1053)، من حديث أبي سعيد الخدري: أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده فقال: «مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend