هل يجوز شرعًا رؤيةُ أكثر من فتاة مرشحة من الأهل والمعارف للخِطبة والزَّواج لاختيار أفضلهم؟ لقد سمعت أنه لا يجوز، والأصحُّ أن تختار واحدةً وتذهب لرؤيتها، فإن وافقت عليها وأعجبتك تُكمل في الأمر بدون رؤية الأُخريات، فإن لم تُوافق ولم تُعجبك ترى أخرى، ولكن أن تراهم كلَّهم للمقارنة غير جائز، فهل هذا الكلام صحيح؟ جزاكم اللهُ خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فلا نعلم حرجا شرعيًّا في رؤية أكثر من فتاة والمقارنة بينهن لاختيار أنسبهن لك، ولكن الحرج في ذلك حر ج عرفيٌّ، والعُرف في مثل ذلك مُتَّبع، ومَن تَعْرِف أن هذا الذي يجلس إليها الآن يخرج من عندها ليرى ثانيةً ثم ثالثة فإنها لا تطيب نفسًا بذلك، بل ولو علمت به من البداية ما سمحت له بالجلوس إليها ولا أذنت له بالولوج إلى دار أوليائها، واعتبر في ذلك بأختك، لو أن لك أختًا وتقدَّم أحدُ زملائك لخطبتها ممن تعرف عنه أنه يتنقل بين الفتيات، هل كنت ستسمح له برؤية أختك والجلوس إليها؟ وما لا ترتضيه لأخواتك لا ترتضيه لأخوات الآخرين. زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
