خدمة أم الزوج المريضة مع وجود أربع بنات لها

أنا أعاني من سوءِ معاملة أهل زوجي، وبالأخص حماتي، إنها صعبةٌ جدًّا، وذات يوم جاءت لها جلطة، ومع ذلك أنا كنت بجوارهم. وللعلم، لها أربع بنات.
وبعد مرور تسعة أشهر قالت البنات: «احنا مش هانخدم، هي اللي تخدم».
وهي عندها الآن شلل نصفي، وأنا عندي طفل صغير، وهذه الخدمة شاقة لي، وقد تعبت، وكل يوم عن يوم أزداد تعبًا.
السؤال: من أحق بخدمتها أنا أم ابنتها؟ أعني الولد أم البنت؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد فتح الله لك يا بنيتي بابًا من أبواب العبودية واختصك به، فهنيئًا لك هذا الاختصاص، وأرجو أن يكون طريقك إلى الجنة بإذن الله، إذا أحسنتِ الصبر، وأحسنت القيام بهذه الرسالة.
الولد يا بنيتي أولى برعاية أمِّه؛ لأنه صاحبُ القرار في بيته، ولكن البنت في عصمة زوجها، وله عليها حقُّ السمع والطاعة، وقد يمنعها من كلِّ ما يُؤثِّر على حقِّه في أن تكونَ خالصةً له.
نعم، إنه لا يلزمك خدمةُ أمِّ زوجك، وتلك مسئوليته في أن يوفر لها من تقوم بخدمتها بالأجرة، ولكن إذا أعنتيه على هذه المهمة أقررتِ عينه، وارتفعت أسهمك عنده، وادخرت لك في قلبه رصيدًا كبيرًا من الحبِّ والتقدير والامتنان.
فلا تفوتي على نفسك هذه الفرصة، اغتنميها واشكري الله أن هيأها لك، وسليه العون عليها.
واعلمي أن من يتصبر يصبره الله، ومن يتحلَّم يرزقه الله الحِلم(1).
اللهم اربط على قلب أَمَتِك هذه، واجعلها من إمائك القانتات الصابرات، وأعنها على ما اختصصتها به، اللهم آمين. والله تعالى أعلى وأعلم.

_____________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «الزكاة» باب «الاستعفاف عن المسألة» حديث (1469)، ومسلم في كتاب «الزكاة» باب «فضل التعفف والصبر» حديث (1053)، من حديث أبي سعيد الخدري: أن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده فقال: «مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ الله، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ الله، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ».

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend