حول خطبة بعد حب وتراسل

أنا شخص أحببت بنتًا في الجامعة، حيث إني كنت في المرحلة الرابعة وهي كانت في المرحلة الأولى، وعندما تكلمنا طلبت مني أن أخطبها من أهلها، ولكني كنت أرتب للسفر للدراسة في الخارج، ولم أتمكن من ذلك واعتذرت، وقبل سفري أرسلت لي رسالة تسأل متى أسافر، ومنذ ذلك اليوم بدأنا نتواصل بالمكالمات والرسائل النصية. وكنا نتكلم بأسلوب عادي وبدون كلمات الحب والعشق، فقط كنت أسألها عن الدراسة وعن أخبارها، حيث كنت في الهند وهي في العراق.
وعند إكمال دراستي كنت أنتظر أن أتوظف وأخطبها، وهي قالت: سوف أنتظرك.
ومرت الأيام إلى أن أصحبت علاقتنا علاقة حب وفقط بالرسائل، تقول لي: أحبك. وأنا كذلك. أما بالاتصال فالحياء يأخذنا، وإلى أن توظفت وبدأت مع أهلي مراسيم الخطوبة والسؤال عن طريق الأهل، بدأت تقول: إنك كذاب وتضحك علي ولا تريد خطبتي، وأنا أكرهك ولا أريدك.
والآن وصلت للوقت الذي سوف تذهب أختي إلى أختها تفاتحها في الموضوع، وهي تقول: لن أقبل، وإنك دمرت حياتي.
السؤال: ماذا أفعل إذا رفضت؟ ألست وقعت ضحية لها والله على ما أقول شهيد من صحة كلامي؟ ما الذنب المترتب علي؟ والله كنت أحبها وأدعو لها بالخير وهي كذلك، لكن ماذا حدث، الله وحده أعلم. مع الشكر.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فلا توجد خصوصية علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار رابطة الزوجية أو المحرمية، وما كان بينكما من تراسُل عاطفي لم ينضبط بضوابط الشرع المطهر، ومن ثَمَّ كان شؤم هذا التواصل والنتيجة التي آل إليها.
على كل حالٍ إن اللهَ يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات(1)، فاطرق بابها بالطريق الشرعي المعروف، وتلطف في تفهم موقفها وفي بسط عذرك؛ فإن قبلت بك خاطبًا لها فبها ونعمت، وإلا فلعل الله أن يبدلها خيرًا منك، ويبدلك خيرًا منه، وعلى الله قصد السبيل. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend