حول خدمة زوجة والدَ زوجها

تزوَّجت من سبعة أشهر من رجل على خُلُق ودين، وهو أصغرُ إخوته، لديه أخوات بنتين وولد. وإخوته أجبروه وأجبروني على العيش مع والده لأن والدته متوفية، وقالوا لي: إن والدَه رجلٌ مسنٌّ ومريض ولا يقدر على العيش وحده ولن يتدخل في شؤننا ولا يؤذينا.
ومن بداية الزواج والكُره بيني وبين إخوته كثيرٌ جدًّا.
ووالده رجل فعلًا كبيرٌ ولكنه لا يعاني من أية أمراض نهائيًّا، ومن عشرتي معه عرفت أنه ذا شخصية حادة جدًّا جدًّا، ودائمًا يشتم ويتدخل في كلِّ شيء بيني وبين زوجي، وهو بكامل صحته ولا يُعاني من أية أمراض نهائيًّا؛ سوى أنه يتعَب عند الأكل الزائد فقط، وينام ويصحو بكامل صحته، وهو يقدر على الطبيخ وعلى الغسيل 100% وأمامي يفعل كل هذا. ودائمًا يشتمني أنا وزوجي، ويدخل علينا عند النوم، وتطوَّر الأمرُ إلى أنه أصبح يقول لي: أني أسرق الأكل من المنزل.
وزوجي يتخذ موقفًا سلبيًّا تمامًا ولا يتكلم معه نهائيًّا، مع أنه رجل عاقل جدًّا، وليس لديه أيُّ مرض، فهو ينزل إلى السوق ويتمشى، ويقدر على المشي ويحمل أشياء ثقيلة ولا يتعب نهائيًّا، فهو يقدر 100% على العيش بمفردِه. وبناتُه كلُّ واحدة متزوجة ولا تُريد أن تجلس معه؛ لأنهم يعرفون جيدًا أن طِبَاعه لا تُطاق.
في الأيام القليلة الفائتة دخل عليَّ أنا وزوجي غرفةَ نومنا وشدَّ من عليَّ الغطاء، وأيضًا قال لي: أنت تسرقي الأكل من البيت. ودائمًا يشتم فيَّ وفي زوجي، حتى أصبحت لا أقدر على احترام زوجي.
وأنا الآن غضبت غضبًا شديدًا جدًّا، وأصبحت لا أقدر على الكلام مع زوجي، وذهبت لبيت أهلي، وأهلي لديهم شقَّة وعندهم استعدادٌ تامٌّ أن يُعطونا هذه الشقة لنعيش فيها، على أن تكون مسئولية والد زوجي مقسمَّةً بيني وبين أخواته بعدل ربنا، يعني كل واحدة تخدمه يومين. فهل أنا مُخطئه في ذلك؟ وهل أنا أدفع زوجي ليعيق والده؟
مع العلم أني لآخر لحظة لي في المنزل أعامل والده أحسن معاملة، وأخدمه جيدًا، ولا أشكو له نهائيًّا، وإنما كنت أشكو لزوجي بيني وبينه فقط، وحتى لم أشكُ لأهلي نهائيًّا قبل ذلك.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فجزاك الله خيرًا يا بنيتي على هذا الصبر الجميل، وثقي أن شيئًا من ذلك لن يضيع عند الله عز وجل؛ فقد أحصاه ربك وكتبته ملائكته.
وما ذكرتِه من توزيع الخدمة بين زوجك وبقية إخوته وأخواته عدلٌ، إلا إذا كان لدى بعضهم من العوارض ما يمنعه من ذلك، وأرى أن يُحال هذا الأمر برمته إلى تحكيم شرعي، يقضي فيه أهل العلم بعد أن يستمعوا إلى كلَا الطرفين، فأنا لم أسمع من زوجِك بعد، فلعل في التحكيم الشرعي مخرجًا من هذه الأزمة بإذن الله.
واستديمي يا بنيتي إحسانَك لزوجك فهو مثلُك ضحية، ضحية نُبله وبره. فأكبري هذا الخُلُقَ فيه، وأحسني عشرته، إلى أن تنفرج هذه الأزمة بإذن الله. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend