ظهر مؤخرًا في المغرب ما يُسمى بصندوق الموسيقى، الذي بدأت فرق الأناشيد النسائية تتهافت على اقتنائه، مع أنه لا يشتمل على صوت الدُّفِّ وحده، بل فيه أصواتُ معازفَ أخرى، وفي كلِّ وليمةٍ تُفاجئنا فرقةٌ بزيادة صوتٍ على ما اعتدناه من الدف، وأهم ما يضايقني صوت الباتري(1)، وفيه كذلك أصوات الجلاجل والزغاريد، ولست أدري هل فيه أصواتٌ أخرى أم لا؛ ولأن المنشدات في هذه المرحلة يستعملن ما ذكرت فهل يجوز لنا الاستمرار في حضور مثل هذه الولائم والحفلات أم لا؟
_______________
(1) تتكون آلة الباتري من مجموعة من الآلات الإيقاعية خاصة الطبول والصنوج، وتعتبر هذه الآلة حديثة العهد، ظهر أول نموذج لها سنة 1930م.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا علم لنا بهذا الصندوق ولا اطلاع لنا عليه، والحكم على الشيء فرعٌ عن تصوُّرِه، ولكن المستقرَّ عندنا أن ما سوى الدفِّ على أصل المنع(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) فقد أخرج الترمذي في كتاب «النكاح» باب «ما جاء في إعلان النكاح» حديث (1089)، وابن ماجه في كتاب «النكاح» باب «إعلان النكاح» حديث (1895)، من حديث عائشة ل قالت: قال رسول الله ﷺ: «أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ وَاجْعَلُوهُ فِي الْـمَسَاجِدِ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ». وقال الترمذي: «حديث غريب حسن»، وحسنه الزرقاني في «مختصر المقاصد» ص114، وكذا حسنه العجلوني في «كشف الخفاء» (1/162).
