تصرف الزوجة مع زوجها الذي يتحدث إلى النساء في الشات

ما حكم الشرع في امرأة متزوجة تحكي مع شاب متزوج وعنده طفلان بالإنترنت صوتًا وصورة، وفي أشياء غير مباحة شرعًا، وسببت له مشكلة عظيمة مع زوجته، وطردها من البيت لإرضاء المرأة المتزوجة، تقول له: إن زوجتك غير جميلة. تأمره بأن يضربها.
كانت زوجته تسجل في بعض المكالمات الهاتفية وبعض الفيديوهات من الإنترنت، هذا ما قالته أمها، وللعلم هناك صلة قرابة بين زوجته والمرأة المتزوجة، والأدلة موجودة، بعضها مطبوع في ورق كالرسائل وبعض الفيديوهات على جهاز الكمبيوتر، والله أعلم.
ملاحظة: هذه المرأة معروفة في العائلة بعلاقتها مع الرجال أكثر من النساء، حتى في إطار العائلة.
الخلاصة كالآتي: زوج المتزوجة عمل عملية على القلب، والآن أفاق والحمد لله، ولكن العائلة لا تستطيع التحدث معه في الموضوع خوفًا عليه، وزوجته اتصلت وأعلمته، ولكن دون أي رد فعل، وهذا متعارف عليه بالنسبة لزوجها، فمعها لا يصدق أحدًا، ولها سوابق كثيرة في العائلة على نفس المنوال.
وزوجته طردت من بيتها لمدة شهر، وتدخل عمها ورجعت لزوجها، وللعلم عمها قرأ الرسائل وهي غير متقبلة زوجها، وبالعكس.
المطلوب حكم الشرع في هذه القضية؟
جزاكم الله عنا كل خير، أفيدونا أفادكم الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن المشكلة ليست في غموض الحكم الشرعي في هذا الموقف؛ فإن الحكم في ذلك بين، لا توجد خصوصية علاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجية أو المحرمية، وكل علاقة خاصة تنشأ بين رجل وامرأة أجنبية فهي من خطوات الشيطان، ومن ذرائع الفاحشة، وهذا أمر يدركه بالبداهة والفطرة المتعلم والأمي، والمثقف والجاهل.
ولكن القضية تكمن في أهواء النفوس وأمراضها التي تعقد غشاوة على القلوب، فتجعل أصحابها في بعض الأحيان لا يسمعون ولا يبصرون ولا يعقلون، ولكن إذا لم توجْدِ الوسائط في إيقاف هذا الخلل، ولم تُطق الزوجة صبرًا على ذلك؛ فإن من حقها أن تطلب التطليق للضرر، مع الاحتفاظ بكافة حقوقها المدنية.
والرأي عندي أن يُحال الأمر قبل ذلك إلى التحكيم، كما قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا﴾ [النساء: 35] والحكمان يوصيان بالتوفيق أو بالتفريق حسب ما يتبين لها عند نظر الخصومة وتدقيقها، والله من وراء القصد. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend