جاءني شيعي وشيعية إلى المسجد وطلبا مني تزويجهما على السنة، وكان ولي المرأة حاضرًا مع شاهدين من أهل المسجد من إخواننا السنة. فهل يجوز تزويجهما في هذه الحال؟
الظاهر عليهما الإسلام، وقد صلى معنا الزوج العشاء، وقد سألتهم بعض الأسئلة العقدية بخصوص الصحابة والقرآن وأمهات المؤمنين والأئمة فلم يقولوا إلا خيرًا.
فهل امتحانهم جائز؟ أو يؤخذ دومًا بالظاهر؟ خاصة لو كانوا من عوام الشيعة الذين لا يعلمون الكثير عن مذهبهم؟ أفيدونا بارك الله لنا فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن الشيعة ليسوا سواء: فمنهم العوام الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلًا، فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم. ومنهم الرءوس والأئمة، وهم أهل بدع مغلظة، وبين هؤلاء وهؤلاء مراتب ودرجات، وينبغي أن يعامل كل فريق بما يستحق، فإن شريعة الله لا تسوي بين متماثلين ولا تفرق بين مختلفين، و ««مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَلِكَ الْـمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ الله وَرَسُولِهِ»»(1)، ومن نشأ من الشيعة بين أظهر السنة فدان بمعتقدهم وصلى صلاتهم واستقبل قبلتهم فينبغي أن يُقبل ظاهره وأن يرفق به، وأن توكل سريرته إلى الله عز و جل ، ولا يكون الامتحان إلا حيث توجد الشبهة الظاهرة القوية.
ولا حرج في تزويج من ذكرت، وقد سألتهم فلم تسمع منهم إلا خيرًا، فكِلْهم إلى سرائرهم، والله يتولى السرائر. والله تعالى أعلى وأعلم.

_________________

(1) أخرجه البخاري في كتاب «الصلاة» باب «فضل استقبال القبلة» حديث (391) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه .