تخيير الزوج زوجته بينه وبين أهلها لسوء خلق أمها

منذ بضعة أيام كنت أنا وأختي نتحدث على الإنترنت، وأخبرتني أن أحدَ أصدقاء أخي اتصل به وأخبره أن أمي تمشي في طريقٍ غير سويٍّ، أخبره أنها تكذب علينا عندما تخبرنا أنها ذاهبة إلى صديقتها في مدينة أخرى بحجة تلقِّي العلاج لكون أنها تعاني من مرض القلب وارتفاع ضغط الدم، أخبرتني أن صديق أخي أخبره أنها لا تذهب إلى صديقتها كما تدعي، بل تذهب لمكان آخر لا نعلم عنه شيئًا، وتتصل بصديق أخي تقول له: قل لسكرتيرتك تتصل ببنتي التي هي أختي وتدَّعي أنها صديقةُ أمي وتُخبرها أن أمي وصلت عندها وهي نائمة الآن.
وأخبرتني أختي أيضًا أنها في إحدى المرات فتحت جوال أمي وقرأت فيه رسالة من عند صديق أخي يقول لها: أعيدي لي نقودي يا… وإلا سأفضحك عند أولادك.
أمي يا شيخ سُمْعتها تلطخت سنة 2000م، عندما كان أبي رحمة الله عليه على قيد الحياة، وصلتنا رسالةٌ من مجهول يُخبر أبي فيها أن أمي على علاقةٍ بزميل لها في العمل، طبعًا أنا كذَّبت هذه الإشاعة، حتى رأيت بأم عيني.
المهم يا شيخ؛ وحتى لا أُطيل عليكم، أن زوجي قرأ كلَّ الذي دار بيني وبين أختي على الإنترنت، وخيَّرني بين عدم الذهاب إلى بيت أهلي أو الطلاق.
يا شيخ أنا نفسيتي متعبة جدًّا الآن، خاصةً أن أبي لم يمضِ على وفاته إلا سنتان. كرهت حياتي، كرهت أمي، وأنا الآن خائفة أن تتدهور علاقتي بزوجي وأن تصل إلى الطلاق، ولا أخفي عليكم أنني أفكر في هذا الحل؛ لأنني لا أستطيع العيش مع رجل يعرف أن أمي غير خلوقة؛ لأنني أخاف أن يُعيِّرني بها في يوم من الأيام، لكن خوفي على مستقبل أولادي يمنعني من أن أطلب الطلاق؛ لأنهم ما زالوا صغارًا جدًّا.
أرجو من فضيلتكم الردَّ على مشكلتي بسرعة، قبل أن أقترف في نفسي ما لا يرضاه الله.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن أدنى المفاسد في هذه المحنة أن تُطيعي زوجك، وأن تُحافظي على بيتك، وأن تتدبَّري مع أخيك وأختك أمثلَ الوسائل لإيقاف الوالدة عن غيِّها، ومنعها من المضي في هذا الطريق الوعر الذي تخسر فيها دينها ودنياها، وأن تترقبي فرج الله -عز وجل- وجوابه عن هذه الكارثة الأخلاقية.
إن زوجك معذورٌ فيما يقول، وإنك معذورة في تخوفاتك، وفي حرصك على بيتك وزوجك رحمةً بصغارك.
ولكن لا تقنطي من رحمة الله، لم يزل هنالك ربٌّ رحيم ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا ويقول: هل من سائل فأعطيه(1)؟
فتعرَّضي لنَفَحاته في هذه الساعات، ولا تيئسي من رَوْحه، وأكثري من الاستغفار، ﴿قَالَ يَاقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النمل: 46]، وقولِ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فقد قالها يونس في جوف الحوت، فكان جواب ربك: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِين﴾ [الأنبياء: 88].
وترقَّبي من لطائف ربك وفيوضاته ورَحَماته ما لم يكن يخطر لك على بال؛ فهو أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend