بين طلب الزوج حقوقه الزوجية وإهانته وضربه لزوجته

أرجو أن تردُّوا عليَّ بتفصيلٍ أرجوكم، وإن احتاج ذلك إلى مقالٍ.
سمعتُ خطابًا دينيًّا يقول: إن على المرأة ألا تمنع الرَّجُل من حقوقه الزوجيَّة، حتى وإن ضربها ولم يطلب السَّماح، وإن قذف فيها وشتمها.
أظنُّ أن هذا من أسباب ما يُنفِّر الغرب منا، هل هذه المرأة مجردة من الأحاسيس؟! وكيف أصلًا هي ستستجيب معه وهي مُعتِبة عليه؟! ستقولون: حتى لا تقوم فتنة. أردُّ عليكم: إن بإمكان الرَّجُل أن يصبر حتى تسامحه هي وبعد ذلك يطلب. أظن هذا يُشجِّع الرَّجُل على تقوية جبروته ضد المرأة. أرجو الرد بالتَّفصيل.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن المرأة التي يهينها زوجها هذه الإهانة ويتطاول عليها هذا التطاول بغير حقٍّ يجوز لها أن تطلب التحكيم بينها وبين زوجها استردادًا لحقوقها المهضومة ودفعًا عن كرامتها المسلوبة، بل يجوز لها أن تطلب التطليق للضرر، وتحتفظ مع هذه المطالبة بجميع حقوقها المالية، ولا يقف في وجهها في مثل هذه الحالة إلا ظَلُوم أو جهول.
والشَّريعة عَدْل الله بين عباده، لا تَنصر المرأة على الرجل، ولا الرَّجُل على المرأة، بل تعطي لكلِّ ذي حقٍّ حقَّه.
والمشكلة تكمن في القراءة الخاطئة للشريعة وليس في الشَّريعة ذاتها لو كانوا يعلمون، وأما قضية الجماع فالرجل مطالب بالرفق بأهله، وأن لا يعتبر زوجته مجرد وعاء لاستفراغ الشهوة! بل هي بشر من البشر، تحس بما يحس به البشر، يسرها ما يسرهم، ويسوءها ما يسوءهم، وقد دعا صلى الله عليه وسلم  فقال: ««اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»».
أما التطويل والمقالات فليس هذا محله في مثل هذا الموقع الذي يستقبل عشرات الفتاوى يوميًّا، فيُجتهد في الردِّ عليها في حدود الممكن.
زادك اللهُ حِرْصًا وتوفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   05 النكاح, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend