لكوني في السجن منذ عدة سنوات بعيدًا عن زوجتي أشعر أحيانًا برغبة جنسية جامحة، فهل يرخص لي في الاستمناء؟


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا يجوز قضاء الوطر إلا مع الزوجة؛ لقوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴿5﴾ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ [المؤمنون: 5- 6].
فكل استمتاع خارج هذا الإطار فهو محرم، ومن يتصبر يصبره الله عز وجل، قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور: 33].
وننصحك بما نصح به رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يستطيع الباءة، وهو الصوم؛ فإنه يكسر الرغبة ويخفف الشهوة.
قال صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».
ويبقى أن من بلغ به الأمر مبلغ التيقن من الوقوع في الزنى أو اللواط إذا لم يستفرغ شهوته بهذا الطريق فلا شك أن مفسدة الاستمناء دون مفسدة الزنى أو اللواط، ويكون الترخص في ذلك من قبيل دفع أعظم المفسدتين باحتمال أدناهما. والله تعالى أعلى وأعلم.