عندي سؤال مهم وأرجو الله  أن يوفقكم للجواب على هذا السؤال وهو كالتالي: أنا مسلم والحمد لله وأقطن في ألمانيا، ومتزوج من مسيحية والحمد لله أنها عفيفة ومحصنة، وأنا كنت أول رجل في حياتها ويشهد بذلك والداها. ولكن مشكلتي هو أن زوجتي تريد أولادًا، وأنا خائف لأن هنا في ألمانيا كما تعلمون يكثر الفساد، وكذلك مشاكل أخرى في كيفية تربية زوجتي لأولادي وهي ليست مسلمة. هي توعدني أن أولادنا سيكونون إن شاء الله مسلمين كما تريد، ولكي أدعوها إلى الإسلام أحتاج إلى كثير من التعمق في الإسلام.
والمشكلة الثانية هي أنها هي التي تشتغل وأنا أكملت دراستي منذ سنتين ومن تلك العهد أبحث عن شغل بدون جدوى، ومنذ دراستي وحتى الآن وهي التي ترسل المال إلى أهلي في المغرب والحمد لله وأنا في نظري يجب عليَّ نفقتها لكي أقدر على دعوتها إلى الإسلام، والدعوة إلى الإسلام تريد الوقت والصبر والموعظة الحسنة، والوقت يطاردني وزوجتي عمرها الآن أربعون سنة.
وسؤالي: إذا لم أرِدْ أولادًا منها لهذه الأسباب التي ذكرتها هل هذا حرام؟ أنا خائف من السؤال يوم القيامة؟ وجزاكم الله عن الإسلام خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لابد أن تبذل غاية الوسع في الحصول على عمل والقيام بواجبك بالإنفاق على أهلك، فإن قوامة الرجل في بيته بقدر ما يبذل من نفقة: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾ [النساء: 34]. ونحن نشاركك القلق على مستقبل الناشئة في ظل أم غير مسلمة وفي ظل إقامة خارج ديار الإسلام!
ولكن إذا لم يكن بد من الإنجاب فاجتهد في توفير النفقة على أهلك، واجتهد في دعوة زوجتك إلى الإسلام، واشترط شرطًا واضحًا أن أولادك يتبعونك في الدين إذا كانت القوانين تساعد على مثل هذا الاشتراط، ومن قبل ذلك كله اجتهد في الضراعة إلى الله عز و جل  أن يجعل لك من أمرك يسرك ومن ضيقك فرجًا ومخرجًا؛ اللهم آمين. والله تعالى أعلى وأعلم.