عندنا في مسجدنا صندوقان لجمع التبرُّعات، أحدهما مكتوب عليه مصاريف المسجد، والثاني مكتوب عليه صدقة.
سؤالي هو: هل يجوز لنا استخدام المال الذي يضعه الإخوة في صندوق الصدقة، وهو الأكثر امتلاءً، في مصاريف المسجد؛ لكون المتبرِّع لم يحدد أين يريدها أن تذهب؟
سبب السؤال هو أن العُرف عند أكثر الناس هنا أنهم يتوقعون أن تذهب الأموال الموضوعة في صندوق الصدقة للفقراء والمساكين، لا لمصاريف المسجد.
فهل يجوز لنا استعمال هذه الأموال في مصاريف المسجد؟ أم علينا اتباع العُرف والتبرع بها لمن يستحق الصدقات؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإذا كان العُرف يقضي بأن صندوق الصدقات العامة يخصص للفقراء والمساكين، فينبغي اعتبار ذلك، وللخروج من هذا الحرج يلغى الصندوق الخاص بالمسجد، ويُجعَل للتبرعات صندوقٌ واحد يُنفَق منه على المسجد وعلى سائر المصارف الأخرى، كالفقراء والمساكين ونحوهم، أو يعلن على الناس في المسجد أن سياسة المسجد في الإنفاق أن يبدأ في الإنفاق على المسجد من الصندوق الخاص بالمسجد أولًا؛ فإن لم تكفِ موارده استكملها من الصندوق العام؛ ليكون المتبرع على بينة من ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.
