دخول النار- والعياذ بالله- قبل القيامة

كيف تكون امرأة في النار والساعة لم تُقَم كما ذُكر ذلك في غير حديثٍ للنبي، المرأة التي عذَّبت الهرة مثلًا(1)، وكذلك إذا عمل إنسان عملًا يستحق عليه بناء قصر في الجنة أو بيت فإذا دخل النار ماذا يحدث لما استحقَّه من قصرٍ أو بيت في الجنة؟
____________

(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المساقاة» باب «فضل سقي الماء» حديث (2365)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تحريم تعذيب الهرة ونحوها من الحيوان» حديث (2242)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الجنة والنار مخلوقتان الآن، وقد رآهما النبيُّ صلى الله عليه وسلم  في حياته، ففي الصحيحين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه  في صلاة الخسوف: أن الرسول صلى الله عليه وسلم  قال: «إِنِّي رَأَيْتُ الـجَنَّةَ، فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا، وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا، وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أرَ مَنْظَرًا كَالْيَوم قَطُّ أَفْظَعَ، وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاء»(1).
وإذا مات الميت قامت قيامته، والقبر أول منازل الآخرة، فيُفتح فيه للأشقياء بابٌ إلى النار، ويفتح فيه للسعداء باب إلى الجنة.
والنبي صلى الله عليه وسلم  أخبر بما سيكون يوم القيامة، أو أخبر بما تئول إليه أرواح المعذَّبين والمنعَّمين في البرزخ، ونصوص الوعد التي تَعِدُ بالجنة على عملٍ من الأعمال إنما يتحقَّق مُوجِبٌها بشرط تحقُّق الشروط وانتفاء الموانع، فمن الشروط الموت على التوحيد، ومن الشروط ألا يُعارضها عمل آخر يحبطها، وعلم ذلك على التحقيق مردُّه إلى الله عز وجل . والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «الجمعة» باب «صلاة الكسوف جماعة» حديث (1052)، ومسلم في كتاب «الكسوف» باب «ما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم  في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار» حديث (907).

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   06 الإيمان باليوم الآخر

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend