ترك العمل لأسباب نفسية

يعمل صديقٌ لي في العملِ الدعوي في إحدى البلدان غير الإسلامية، وهو متميزٌ جدًّا جدًّا، ترَكَ الدعوةَ وعاد إلى بلدِه؛ لأن أمَّه طلبت منه ذلك، وبعد أن أقام معها بضعَ سنوات أَذِنَت له في السفر على وعدٍ منها أن تأتي لتقيمَ معه في الخارج، استخار الله في السفر وسافر، إلا أنه واجه صعوباتٍ في العمل وتَرَكَه بعد مضيِّ ستةِ أشهر، ويَعمل في مكانٍ آخر الآن في نفس البلد، وهذا العمل الجديد ميسَّر جدًّا له. المشكلةُ لديه الآن: أنه مرهَقٌ نفسيًّا وذهنيًّا من العمل السابق، وليست لديه القدرة على الإبداع أو الفكر، فهو غير مُقبِل على عملِه، ويقول: إنه أصبحَ غيرَ كفءٍ للعمل الدعوي، ويشعر بفراغٍ رهيبٍ وملل، ويفكِّر في العودة إلى وطنه، ويقول: إنه لا يشعر بحلاوة الإيمان ولا بحلاوة القرآن ولا بلذةِ الدعاء، فهل يجوز له أن يترك عملًا يسَّرَه الله له للأسباب النفسية السابقة؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن الله قد تعبَّدَنا بالسعيِ في طلب الرزق، ولكنه لم يتعبَّدْنا بالإقامة في عملٍ بعينِه مِن هذه الأعمال الدنيوية عند تعدُّد البدائل والخيارات المشروعة، وعلى المرء أن يوازِن بين البدائل المتاحةِ، ويجمع في اختياره لواحدٍ منها بين الاستشارةِ والاستخارة.
والعمل الذي يَشعر أنه لم يُفتَح عليه فيه يفارقه إلى غيره، ولاسيما إذا شعر معه بما ذَكَرَ صاحبُك من جزرٍ إيمانيٍّ وافتقادٍ لحلاوةِ الطاعةِ والعبادة! والمرءُ يكون حيثُ يكون أعبدَ لله وأرضى له، وكل ذلك من مسائلِ الاجتهاد، والأمرُ في ذلك واسعٌ. والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   10 الوظائف والأعمال, 14 متنوعات

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend