ماذا يُريد الفُقَهاء بقولهم:الرَّأي الصَّحيح كذا والضَّعيف كذا. ماذا يشترط كي يكون صحيحًا؟ هل إذا كان في المسألة قولان صحيحان يصح العمل بهما كما قال الحنفيَّة؟ ما هي صيغة خطبة الحاجة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الصِّحَّة وعدمها في أقوال الفُقَهاء من الأمور النِّسبيَّة، فما يَصِحُّ عند مجتهدٍ قد لا يَصِحُّ عند مجتهد آخر، ولكن عندما يقول المجتهد: «إن هذا هو القول الصَّحيح» فإنه يقصد به أنه هو القول الذي يقتضيه النَّظر في الأَدِلَّة ويشهد له التَّأمل فيها.
ومعيار الصِّحَّة مُوافَقة القول للدَّليل وَفْقًا للأصول التي يسير عليها المجتهد ويعتمدها في اجتهاده، وإذا كان الخلافُ خلافَ تنوُّعٍ في مسألة من المسائل جاز لك أن تعمل بأيِّ القولين، أما إذا كان خلافَ تضادٍّ فلابد من التماس التَّرْجيح والعمل بما يغلب على ظَنِّك أنه أقرب للصَّوَاب وأوفق لمقصود الشَّارع، وإن كان المستفتي من العَوَامِّ فإن التَّرْجيح بين الأقوال الـمُختَلِفة يكون بالأعلميَّة والأفضليَّة، ويعرف ذلك بالشُّيُوع والاستفاضة، والله تعالى أعلى وأعلم.
الصحة وعدمها في أقوال الفقهاء
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 09 آداب العلم وطرق تحصيله