السفر للدول الأوربية لنيل الشهادات الأجنبية

أنا زوجي طبيب أشعة؛ ونظرًا لأن هذا القسم يحتاج إلى نوع من التطور، وأن يكون لديه خبرات كافية باستعمال الأجهزة والجديد منها، وأيضًا الاستعانة بالخبرات الأجنبية؛ فقد قرر زوجي أن يسعى لأخذ الشهادات الأجنبية، كالإنجليزية أو التدريب الأسترالي وغيره.
ومع خوفي الشديد على ديننا بهذه البلاد ورغبة زوجي الملحة في تحسين مستوى المعيشة- فالدخل هنا لا يكفي الاحتياجات التي تزداد كل يوم- أقنعته بأن نذهب لإحدى الدول العربية لندخر ما يمكن به إجراء الامتحانات التي يريدها بدلًا من الاستعانة بأحد من ناحيته؛ لأن الذي سيقترضه طبعًا سيرده، وطبعًا عندما علمت أمه بالسفر حزنت ولكنها ليست غضبانة عليه، فقط حزينة لفراقه، ولأن زوجها متوفي وهي معها بنت وابن مراهق، أما أخوه الأكبر فمتزوج وسيهاجر إلى إحدى الدول الأجنبية ولكن بعد فترة إن شاء الله لا تقل عن سنتين.
أنا أدري أن الفراق صعب جدًّا، فأنا لم أعتد أن أبتعد عن أهلي، وحزينة جدًّا، لكن فقط أردت أن أنير له طريق الدول العربية لأني سأكون في بلد كبلدي ومن الممكن أن يرى أمه من خلال «الماسنجر»، وهي فرحت بفكرة «الماسنجر» كثيرًا.
فهل أكون ظلمتُها- أي حماتي- وأكون أنا من فرقت بينها وبين ابنها؟ وإذا كان نعم فماذا أفعل مع العلم أنه كان عنده إصرار على الإقدام للهجرة لإحدى الدول الأجنبية وأقنعته بفكرة السفر إلى دولة عربية عوضًا عنها؟ هذه نيتي، وهو يخطط أنه باستطاعته أن يهاجر من هناك لدولة أخرى أجنبية، لكن لعل الوضع يعجبه وتذهب هذه الفكرة. وجزاكم الله خيرًا.


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فجزاكم الله خيرًا على هذا الحرص وزادكم توفيقًا، ولا يظهر لي في ضوء ما ذكرت جناية من قبلك على حماتك، لأن فكرة السفر من حيث المبدأ هي فكرة زوجك وكان دورك هو التخفيف منها وتعديلها بما غلب على ظنك أنه أرفق بكم وأحوط لدينكم وأعون لكم على صلة الرحم، فطيبي نفسًا، ونسأل الله لك مزيدًا من التوفيق والسداد، والله تعالى أعلى وأعلم.

تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية:   09 آداب العلم وطرق تحصيله

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend