الضيق بسبب البلاء وعلاجه

فضيلة الشيخ، أنا في مقتبل عمري، ورزقت والحمد لله بالولد، وأنا أعيش مع زوجي الذي أقدره كثيرًا.
منذ فترة تعرضنا للكثير من الابتلاءات، عافاكم الله، من أبرزها تعرُّض زوجي لقضايا جنائية ملفقة وطرد من البيت، ونعيش الآن مع الأقارب والحمد لله على كل حال.
لا أستطيع التحدث مع أحد؛ لأني أخشى أن يفهم خطأً أني أشتكي القدر، ولكن أشعر بالضيق وأني بعيدة عن الناس، وكأني فقدت القدرة على الابتسامة. ماذا أفعل؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فأول ما ننصحكما به هو التفتيش في صحائفكما عن سبب ذلك البلاء، فإنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة(1)، وقد قال المسلمون يوم أُحُد: أنَّى هذا؟ عندما نزل بهم من البلاء ما نزل، فقال تعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [آل عمران: 165].
ثم بعد هذا ممارسة عبودية الصبر الجميل، الذي لا شكوى معه، متذكرين أنه «مَا يُصِيبُ الْـمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ؛ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا- إِلَّا كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»(2). وقد يبلغ العبد بالبلاء الذي قُدِّر عليه ما لا يبلغه بعمله.
واعلمي يا بنيتي أن الصابرين يُوفَّوْن أجورهم بغير حساب، وأن من أفضل العبادة انتظار الفرج.
ونسأل الله جل وعلا أن يجعل لكم من ضيقكم فرجًا ومن عسركم يسرًا. والله تعالى أعلى وأعلم.

__________________

(1) ففي الحديث المتفق عليه؛ الذي أخرجه البخاري في كتاب «المرضى» باب «ما جاء في كفارة المرض» حديث (5642)، ومسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن» حديث (2573)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .

(2) قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

تاريخ النشر : 26 ديسمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق, 11 التوبة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend