تأخير صلاة العصر حتى خروج وقتها عمدًا

السلام عليكم  سماحة الشيخ
انا استاذة ملتزمة والحمد لله لا أستطيع أن أؤدي صلاة العصر في وقتها، بسبب خروجي مبكرًا إلى العمل  لضيق الوقت، وعدم إمكانية تجديد الوضوء للصلاة، مع العلم أنه يوجد حمام  خاص في قاعة الأساتذة ولكنني أتحرج كثيرًا، لأننا في تونس لا يفصل بين الرجال والنساء في القاعات وعند عودتي للمنزل أصلي العصر والمغرب والعشاء عند دخول وقت العشاء، بسبب وصولي للمنزل في هذا الوقت لبعد مكان العمل عن المنزل،  زوجي ينبهني أنه لا يجوز تاخير الصلاة، وأنه لا يوجد عذر شرعي يبيح لي ذلك وأنني ألعب بالنار، فأجيبه بأن رحمة الله واسعة وهذا الفعل يحدث يوما بعد يوم، أي ثلاثة أيام في الأسبوع  فهل يجوز لي الجمع بين الصلاتين قبل ذهابي إلى العمل؟ 
أفتوني جزاكم الله خيرا، وما نصيحتكم لي بخصوص هذا الموضوع وبارك الله فيكم


الجواب:


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:  فقد أحسن زوجك إذ نصحك فصدقك، وصلاة العصر خصوصا لها أهميتها ومنزلتها الخاصة في الشريعة، فقد جاء الوعيد الشديد فيمن ترك صلاة العصر متعمداً حتى خرج وقتها ، فقد روى البخاري (553) عن بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ ، فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُه ) ، وروى الإمام أحمد في مسنده (26946) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ تَرَكَ صَلَاةَ الْعَصْرِ مُتَعَمِّدًا ، حَتَّى تَفُوتَهُ ، فَقَدْ أُحْبِطَ عَمَلُهُ ) ، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في “صحيح الترغيب والترهيب” .
وقال شيخ الإسلام رحمه الله : [ تفويت العصر أعظم من تفويت غيرها ، فإنها الصلاة الوسطى المخصوصة بالأمر بالمحافظة عليها ، وهى التي فرضت على من كان قبلنا ، فضيعوها ” انتهى من “مجموع فتاوى شيخ الإسلام” (22/54)]
والعصر لا تجمع مع المغرب، كما ان الفجر لا يجمع مع الظهر، وإنما الجمع يكون بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء، وأمر الجمع أوسع من أمر القصر، فالقصر لا يكون إلا في السفر، أما الجمع فقد يكون في السفر أو المطر أو المرض، أو لرفع الحرج عامة، فقد روى مسلم في صحيحه حديث ابن عباس قال ( صلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الظهر والعصر جميعا بالمدينة في غير خوف ولا سفر ) وقال ابن عباس حين سئل : لم فعل ذلك ؟ أراد أن لا يحرج أحدا من أمته .وفي الرواية الأخرى عن ابن عباس قال: جمع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بين الظهر والعصر ، وبين المغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا مطر ، قلت لابن عباس : لم فعل ذلك؟ قال : كي لا يحرج أمته )
فإن كان يحرجك فعلا الصلاة في مقر العمل ( وأنت أمينة على هذه المقدمة) فيمكنك أن تجمعي بين الظهر والعصر جمع تقديم، دفعا للحرج ومحافظة على صلاة العصر من الفوات. والله تعالى أعلى وأعلم

تاريخ النشر : 27 أكتوبر, 2019
التصنيفات الموضوعية:   02 الصلاة, 12 فتاوى المرأة المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend