عندنا مشكله كبيره في مدينه أوكلاند كاليفورنيا!!!!

 

عندنا مشكله كبيره في مدينه أوكلاند كاليفورنيا وهي أن الكثير من العرب المسلمين يتاجرون في بيع الخمر. أصبحت اغلب محلات الخمرتقريبا ٨٠٪؜ ملك لبعض العرب في هذه المدينة. البعض منهم يعرف انها حرام والبعض الآخر يظن انها ليست حرام لأنهم يبيعونها لغير المسلمين. 

هناك القليل مِن مَن تخلص من هذه التجاره وواجه صعوبات في حياته الماديه وعاد اليها. وبعضهم تخلص منها وذهب يتاجر في أشياء محرمه اخرى مثل الاستثمار الربوي أو التجاره التي تحتوى بيع الخنزير او التدخين بأنواعه وبيع الأدوات التي تستخدم في تدخين الحشيش. 

اما بعضهم فيشتري محل يحتوي الخمر او الخنزير في جزء من المحل، ثم يؤجر ذلك الجزء لشخص غير مسلم ويتاجر في بقيه الأشياء لانه يقول ان المحل لن يأتي له بأرباح اذا ابعد منه الخمر والخنزير تمامًا وانه طالما أرباحها تكون لشخص آخر، فلا عليه شيء. 

من كل هؤلاء الناس من يتبرع ببعض الأموال للمساجد ويتم مدحهم من قبل بعض الدعاه والقائمين على المساجد. طبعًا هؤلاء الدعاه قد يذكروا ان هذه الأشياء محرمه في بعض خطب الجمعه ولكن ليس بالقدر الكافي. بل انه يتم مدح المتبرعين أكثر من تخويفهم من خطوره تلك الأموال المحرمه. وايضاً يتم حضور ولائمهم وبذخهم ومدحهم عليها ، من ما يجعل الذين قد تابوا عن تلك الأشياء يتسائلون هل هي حقًّا محرمه، أم انهم وقعوا في فخ فتاوى متشدده غير حقيقية. 

نرجو من فضيلتكم إفادتنا في هذه القضيه:

ماذا يجب علينا فعله كمجتمع نساءًا ورجالاً ؟ وماذا يجب على الغارقين في هذه التجارات كلها التي ذكرتها أعلاه؟ وماذا يجب على القائمين على المساجد من الشيوخ والدعاه والمشرفين؟ وأخيرًا ماذا يجب على من تاب عنها ويمر بظروف صعبه ماليه أو نفسيه؟ وجزاكم الله خير. 

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن التجارة في الخمر من المحرمات، بل هي من الكبائر وصاحبها ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة، ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له. رواه الترمذي وصححه الألباني. ومعلوم أن الله تعالى إذا حرم شيئاً حرم ثمنه، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما رواه أحمد: …وإن الله عز وجل إذا حرم أكل شيء حرم ثمنهُ. وصححه الأرناؤوط. وفي صحيح البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة: إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام. رواه البخاري، وما رواه البخاري أيضا وغيره عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:”حرمت التجارة في الخمر” وما رواه أحمد وغيره عن تميم الداري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :”إن الخمر حرام شراؤها وثمنها”، وما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ” أن رجلاً أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راوية خمر فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :هل علمت أن الله حرمها؟ قال: لا، قال :فسار رجلاً، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : بم ساررته؟ قال: أمرته ببيعها، فقال: إن الذي حرم شربها حرم بيعها، قال : ففتح المزادة حتى ذهب ما فيها”
وتحريم بيع هذه المحرمات عام في كل مكان: في بلاد المسلمين وفي بلاد غير المسلمين، للمسلمين ولغير المسلمين، وقد قال صلى الله عليه وسلم ( اتق الله حيثما كنت) وإن من أفسد المذاهب أن يقال بتحريم هذه المعاملة في العلاقة بين المسلم والمسلم، واستباحتها في العلاقة مع غير المسلمين لما يفضي إليه ذلك من التشبه باليهود في تحريمهم الربا في علاقة اليهودي باليهودي، وإباحته في علاقته مع الأمميين! كما قال تعالى ((ذلك بأنـهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون)) [آل عمران:75].
‎‎وقد قال الشافعي رحمه الله : (لا تُسقط دار الحرب عنهم (أي عن المسلمين) فرضًا، كما لا تُسقط عنهم صومًا ولا صلاة). وقال : (والحرام في دار الإسلام حرام في دار الكفر)
وقال الشوكاني رحمه الله: (إن الأحكام لازمة للمسلمين في أي مكان وجدوا، ودار الحرب ليست بناسخة للأحكام الشرعية).‏
هذا كيف يتأتى القيام بواجب البلاغ في هذه المجتمعات مع وجود هذا التناقض البين والخلل الفاحش المنكر؟ إن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام تكون بلسان الحال كما تكون بلسان المقال، فحال واحد في ألف واحد خير من مقالة ألف واحد في واحد! ولا شيء يحمل الناس على الإصغاء لدعوة الحق في هذه المجتمعات مثل أن يكون الدعاة إليه والمتبعون له ممن يقيمونه في حياتهم، فيحلون حلاله ويحرمون حرامه، ولقد مضى على إقامتنا في هذه المجتمعات أكثر من ربع قرن من الزمان وكل يوم ينقضي يزيدنا إيمانا بهذه الحقيقة، فلم نمل من تكرارها على مسامع الجاليات الإسلامية المقيمة في الغرب: أقيموا الإسلام في نفوسكم تفتح له أسماع الآخرين وأفئدتهم، وإن من آكد وسائل البلاغ في هذا المجتمع إقامة جالية مسلمة قوية تحل الحلال وتحرم الحرام وتقف حيث أوقفها الله ورسوله، وتقدم للناس في هذه المجتمعات شهادة الواقع بعد شهادة النصوص والأدلة أن الحياة في رحاب الإسلام نعمة لا تعدلها نعمة، وأنها ممكنة وليست ضربا من الخيال أو ضغثا من الأحلام! ولا يخفى أن انتشار الإسلام في كثير من بقاع العالم كان من خلال التجار الدعاة الذين حملوا أخلاق الإسلام إلى هذه المجتمعات ففتحوا بها قلوبهم واستنارت بها بصائرهم واستجابت لدعوة الحق.
فكيف يتأتى دعوة غير المسلمين إلى الإسلام أو حتى تعريفهم به في ظل جالية يتملك المسلمون فيها محلات لبيع الخمور والخنزير ويسهمون في إشاعتها في هذه المجتمعات، ثم يقولون للناس إننا أتباع دين يحل لأتباعه الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، وإنه يحرم عليهم الاتجار في الميتة والخمر ولحم الخنزير، وينهى عن الزنى والربا وأكل أموال الناس بالباطل؟
هذا وإن من شؤم المكاسب المحرمة انها تورث ظلمة في القلب وكسل في الجوارح عن الطاعة!. يقول ابن عباس رضي الله عنهما:’إن للحسنة نوراً في القلب، وضياء في الوجه، وقوة في البدن، وزيادة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن، ونقصاً في الرزق وبغضاً في قلوب الخلق’ كما أن من شؤمها عدم قبول العمل الصالح وعدم قبول الدعاء، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أيها الناس ، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء ، يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ” ) صحيح مسلم (1686) . ولهذا كان السلف الصالح أخوف الناس من أكل الحرام، والمبالغة في التحذير منه، حتى قال بعضهم: ” لو قمتَ في العبادة قيام السارية ما نفعك ذلك حتى تنظر فيما يدخل بطنك”!! وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان لأبي بكر الصديق رضي الله عنه غلام، فجاء له يوماً بشيء فأكل منه، فقال له الغلام: أتدري ما هذا، فقال أبو بكر: وما هو؟ فقال: تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أُحسِن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني بذلك هذا الذي أكلتَ منه، فأدخل أبو بكر رضي الله عنه يده فقاء كل شيء في بطنه)، وفي رواية أنه قال: (لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها، اللهم إني أبرأ إليك مما حملت العروق، وخالط الأمعاء)، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرب لبناً فأعجبه، فقال للذي سقاه: “من أين لك هذا؟ فقال: مررت بإبل الصدقة وهم على ماء، فأخذت من ألبانها، فأدخل عمر يده فاستقاء”
فلا ينبغي للعاقل أن يبيع دينه من أجل لعاعة من الدنيا تزول مع أول صبغة في النار أعاذنا الله منها . فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:يُؤْتَى بِأَنْعَمِ أَهْلِ الدُّنْيَا ، مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَيُصْبَغُ فِي النَّارِ صَبْغَةً ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ نَعِيمٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ ، وَاللهِ ، يَا رَبِّ ، وَيُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا ، مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، فَيُصْبَغُ فِي الْجَنَّةِ صَبْغَةً ، فَيُقَالُ لَهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطُّ ؟ هَلْ مَرَّ بِكَ شِدَّةٌ قَطُّ ؟ فَيَقُولُ : لاَ ، وَاللهِ ، يَا رَبِّ ، مَا مَرَّ بِي بُؤُسٌ قَطُّ ، وَلاَ رَأَيْتُ شِدَّةً قَطُّ. (رواه مسلم 8/135(7190) وأحمد 3/203(13143)
أما عن قبول التبرعات من اصحاب المكاسب المحرمة أو المختلطة فهي إنما تقبل منها في إطار تشجيعهم على التوبة، والتخلص من هذه المكاسب الخبيثة، مع إعلامهم بأن هذه الأموال ليست صدقة، لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ولكنه تخلص من مال حرام، وأن قبولها منهم لا يعني إقرارهم على الإقامة على هذه المحرمات واستدامتها، وإنما هو من مقتضيات التوبة التخلص من هذه المكاسب الخبيثة بالنسبة لما مضى ،والامتناع عن هذه المناشط بالكلية بالنسبة للمسقبل، أو على الأقل أن تكون لديهم خطة واضحة وبرنامج عملي محدد لذلك،
والقاعدة في الأموال المحرمة أنها إن كانت محرمة لذاتها كالخمر فإنه لا تبرأ لذمة إلا بالتخلص منها وإتلافها، أما إن كانت محرمة لكسبها فيفرق بين ما أخذ عنوة من أصحابه أو بغير رضاهم كالاموال المسروقة والمنهوبة فهذه لا تبرأ الذمة إلا بردها إليهم، فإن عجز تصدق بها نيابة عنهم، وما أخذ برضاهم نتيجة لعقود فاسدة كأجرة الدعارة والغناء الفاحش والرقص ونحوه، فمثل هذا لا يطيب أكله ولا يلزم رده لأصحابه حتى لا يجمع لهم بين العوض والمعوض، وإنما ينخلص منها بتوجيهها إلى المصارف العامة
وينبغي أن يعلم من وفقه الله إلى التوبة أنه لا يزال عرضة للشيطان لفتنته في دينه ورده عن توبته، فليحذره على نفسه، وعليه أن يبتعد عن رفقة السوء التي تزين له الباطل وتغريه بأن ينقض توبته وينقلب على عقبيه، وأن يعلم أن كل ما على الدنيا من متاع وزينة لا يساوي صبغة في النار يوم القيامة! فليستعصم وليضرع إلى الله عز وجل أن يقيه من الفتن، وهو جل وعلا أهل التقوى وأهل المغفرة، والله تعالى أعلى وأعلم
تاريخ النشر : 26 نوفمبر, 2017
التصنيفات الموضوعية:   01 البيع, 13 مسائل الأقليات المسلمة

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend