شيخنا الكريم، قمت بإنشاء «جروب» على «الفيس بوك» وهو «جروب» ديني، وقمت بتحميل صور من جهاز الكمبيوتر ووضعها في صفحة «الفيس بوك» وكان من بين الصور التي وضعْتُها صورة مكتوب عليها العبارة التالية: أختاه، أما لكم في عيد الفطر وعيد الأضحى كفاية… إلخ، لكن قبل أن أقوم برفع الصُّورة في الصفحة انتابني وسواس بأن ذلك من قبيل الظهار؛ لأن كلمة أختاه التي هي مكتوبة في الصُّورة تشير إلى الظهار، لكني جدَّدْت نيتي بأني أرفع الصُّورةَ من قبيل الدَّعْوة إلى الله وليس الظهار، وما زلت أجدد نيتي وأحاول دفع الوسواس، وبالفعل قُمْتُ برفع الصُّورة للصفحة.
السُّؤال: هل يمكن أن يقع الظِّهار بهذا الشكل أم أنه لابُدَّ فيه من وجود نية قصد الظهار؟ وما هي ألفاظ الظهار؟ وهل هناك فيه صريح وكناية؟ هل يجوزُ أن يقولَ الزَّوْج لزوجته يا أخت فلانة باعتبار أنها أخته في الإسلام أو أخته في الله أو باعتبار أنهما من آدم وحواء؟
وبخصوص موضوع الوسواس، كلما يحصل موقف أتجه بالسُّؤال للشيوخ وأحيانا أتذكر مواقف حصلت من فترة طويلة، واليوم تذكرت هذا الموقف، كنت أحكي لزميلي عن مخاوفي من الوسواس الذي لدي، فقلت له عبارة معناها أن الواحد يخاف أن يقول كلمة ويحصل بها حاجة.
واليوم تذكرتُها وبدأ الوسواس، فقلت أسأل حضرتك، ما رأيك في هذه العبارة التي كتبتُها لحضرتك؟ هل أستمر في طرح الأسئلة على المشايخ أم أتجنب الوسواس ولا أسأل؟ فقد لاحظت أن الوسواس لا يهدأ إلا إذا سألت، أرجو من حضرتك الإجابة بشيء من التَّفصيل؟ وجزاك الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فهذه العبارة التي قمت برفعها على موقعك لا يظن أن يُقصد بها ظهار فضلًا عن أن يقع بها، والألفاظ التي تدل على الظهار تنقسم إلى قسمين:صريح، وكنائي.
أما اللَّفْظ الصَّريح: وهو الذي لا يحتمل غير الظهار، فهو أن يقولَ الزَّوْج لزوجته: أنت علي كظهر أمي، أو أنت منِّي أو عندي كظهر أمِّي. فإذا تلفَّظَ بهذا الكلام، فهو مُظَاهر من زوجته، سواء وجدت نية ذلك لديه أم لم توجد، ما دام ممن يصح منهم الطَّلاق، أي ما دام بالغًا عاقلًا مختارًا واعيًا لمعنى ما يقول.
أما اللَّفْظ الكنائي: وهو ما يحتمل الظِّهار وغيرَه، فهو مثل أن يقولَ لزوجته: أنت عليَّ كأمي وأختي، أو أنت عندي مثل أمي وأختي.
فإذا نطق بمثل هذه الألفاظ، فإنها تنصرف إلى المعنى الذي أراده عند التلفظ بها، فإن كان قصد بها الظهار كان مظاهرًا، وإن كان قصد بها تشبيه زوجته بأمه وأخته في الكرامة والتَّقدير لم يكن مظاهرًا، وليس عليه في ذلك شيء.
اخرج يا بني من هذه المحرقة، واطرح الوسواسَ جانبًا ولا تلتفت إليه، واعلم أنَّ اللهَ لم يفصل شرائعه لعباده لكي يُشقيهم بها، وإنما فصَّلها لهم لتكون لهم شفاءً ورحمة، أسأل الله أن يمسحَ عليك بيمينه الشَّافية، وأن يجمعَ لك بين الأجر والعافية. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.