كنت أصلي القيام والتهجد خلف إمام يقرأ من المصحف، وكان يُخطئ في أحكام التجويد، وفي التشكيل الذي يتسبب في تغيير معنى الكلمات، وأنا كنت أعرف التصحيح ولم أبادر بالتصحيح، فهل أنا آثَمُ على هذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن استطعمك الإمام فأطعمه، أي إذا أُغلق عليه ووقف حائرًا مترددًا فافتح عليه وصوِّبه، ومثل ذلك إذا أخطأ وتوهَّم أنه على صواب فافتح عليه وصوبه، فقد روى الإمام أبو داود عن المسور بن يزيد رضي الله عنه قال: شهدتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئًا لم يقرأه، فقال له رجل: يا رسول الله، تركت آية كذا وكذا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «هَلَّا أَذْكَرْتَنِيهَا؟»(1).
وروى أبو داود عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فقرأ فيها فلُبِّس عليه، فلما انصرف قال لأُبيٍّ: «أَصَلَّيْتَ مَعَنَا؟». قال: نعم. قال: «فَمَا مَنَعَكَ؟». يعني: ما منعك أن تفتح عليَّ.
فيُشرع الرد على الإمام إذا أخطأ في آية، سواء أغيَّر هذا الخطأ المعنى أم لم يغيره، ولكن ينبغي ألا تعجل على الإمام وألا تبادر بالرد عليه، بل أمهله قليلًا فربما صحَّح نفسه، وربما أعاد قراءة الآية على الوجه الصحيح، فإن هذه العجلة قد تُشوِّش على بعض القراء وتزيد موقفهم سوءًا. بارك الله فيك ونفع الله بك، والإثم إنما يلزم المعاند بعد العلم والبلاغ. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أبو داود في كتاب «الصلاة» باب «الفتح على الإمام في الصلاة» حديث (907). وذكره الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (907).