أعمل في مجال الهندسة الكهربائية؛ في تخصص تخطيط ودراسات نقل الطاقة من أماكن التوليد إلى أماكن الاستخدام، وأود مساعدتكم في توضيح كيف أستحضر في عملي النية التي تحوِّل هذا العمل إلى عبادة وطاعة، وتجعله ممن ينطبق عليه قول المولى عز وجل: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام: 162]. مع العلم أني أزاول هذا العمل في أحدِ دول الخليج رغبة أيضًا في العائد المادي المرتفع. وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن عملك هذا تبدو فيه نية الخير بينة وقريبة المنال، فأنت تسهم في إعانة أمة محمد صلى الله عليه وسلم على توفير خدمة ضرورية لا قوام لحياتهم إلا بها، فبها تنار المساجد التي أَذِن الله أن تُرفع ويذكر فيها اسمه، وبها تُنار البيوت التي تأوي الحرائر والعفيفات، وتأوي الأطفال الرُّضع والشيوخ الركع، وتنار محال العمل وتنار المصانع التي تدرُّ الخير والنماء لهذه الأمة، وتنار الشركات التي توفر للناس ضروراتهم وحاجاتهم، فقرَّ عينًا بهذه النية، واستحضرها دائمًا.
واذكر أن أوَّل ما يفعله الطواغيت للضغط على الشعوب الثائرة منعُ الكهرباء، لتتحول حياتهم إلى سلسة موصولة من النكد والمعاناة.
أسأل الله أن يرزقك النية الصالحة والقصد الحسن، وأن يعينك على استدامة ذلك. والله تعالى أعلى وأعلم.