هل البحر الميت هو البحر الذي أهلك الله به قومَ لوط وإذا كان لا، فلماذا النهيُ عن الذهاب إليه؟ جزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد تواطأت كتب التفسير والتاريخ الإسلامي على أن البحر الميت هو مكان الخسف بقُرى قوم لوط، كما نصت على ذلك الكتب التي بأيدي أهل الكتاب، وليس معنا في ذلك وحيٌ معصوم يحدد هذا المكان، اللهم إلا إشارات في بعض الأدلة، فيبقي الأمر في مقام الاحتمال أو الظن الغالب على أقصى تقدير، وإذا كان ذلك كذلك فإن الاحتياط ألا ندخل على هذه الأماكن، لنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدخول على المعذبين ومساكنهم، إلا أن يكون المرء باكيًا؛ فإن لم يكن باكيًا، فلا يدخل عليهم، ولا يمر بديارهم.
ففي الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تَدْخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَّا أَنْ تَكُونُوا بَاكِينَ؛ حَذَرًا أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَهُمْ»(1). وذلك وإن كان مورده في ديار ثمود قوم صالح إلا أنه يلحق بهم كل من أهلكوا بعذاب من عند الله. والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «المغازي» باب «نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر» حديث (4419) ، ومسلم في كتاب «الزهد والرقائق» باب «لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين» حديث (2980) ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.