أنا أعمل في عيادة ولدينا موظفة استقبال تكشف وجهها وهي جميلة، فكيف أعاملها؟ وأحيانا أتكلم معها في تنسيق المواعيد وغيره من المعاملات.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الجواب عن مسألتك في قول الله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور: 30]، وسر تقديم غض البصر على حفظ الفرج هو أن النظر بريد الزنى ورائد الفجور.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : «يَا عَلِيُّ، لَا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ، فَإِنَّمَا لَكَ الْأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الثَّانِيَةُ»، وكذلك قوله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16].
وأن تتذكر دائمًا أن النظرة الحرام تعقبها الحسرة والندامة، وأنها تُمرِض القلب وتُسْقِم الروح وتطفئ نور البصيرة، وأذكِّرك بما ذكَره ابن القيم : من فوائد غض البصر، حيث ذكر جملة من الفوائد في غض البصر منها:
* امتثال أمر الرب جل وعلا والذي هو نهاية سعادة العبد دنيا وأُخرى.
* أنه مانع من وصول أثر السهم المسموم إلى قلبك فيهلك.
* أنه يورث القلب أُنسًا بالله، ولذة لا يجدها من أطلق بصره في الحرام.
* أنه يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه.
* أنه يورث العبد الفِراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل والصدق والكذب.
* أنه يورث القلب شجاعة وثباتًا، ويجمع الله لصاحبه سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة.
* أنه يسد على الشيطان مدخلًا من مداخله على القلب.
* أن بين العين والقلب منفذًا وطريقًا يوجب انفعال أحدهما بالآخر، وأنه يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإن صلحت منظورات العبد صلح قلبه، وإن فسدت فسد.
|
|
|
|
فاجتهد في غض بصرك ما استطعت واستغفر الله إن ضَعُفتَ ومسَّك طائف من الشيطان، وأسأل الله لي ولك العفاف والتُّقى. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) الأبيات لعبد الغني النابلسي، من ديوانه: «أيا من له الأشواق مني كثيرة».