لقد قتلت رجلًا، وأعلم أن هذا ذنب عظيم، ولكن سؤالي هل لي من توبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا يعظم على التوبة ذنب، فإن من تاب تاب الله عليه، فلو جاء عبد بقراب الأرض خطايا ثم تاب توبة صادقة تاب الله عليه، ومن شروط التوبة الصادقة: إصلاح الماضي بالندم، وإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذنب، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى هذا الذنب.
ويبقى بعد ذلك رد الحقوق وأداء المظالم.
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾} [الفرقان: 68 – 70]
وقال تعالى: ﴿وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى﴾ [طه: 82]
وقال تعالى:﴿قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53]
وفي الحديث أن رجلًا قتل مائة نفس ثم تاب فتاب الله عليه(1).
فأصلح فيما بقي يغفر لك ما قد سلف.
ومما تصلح به ما سلف أن تصطلح مع أولياء الدم على بذل الدية لهم، أو على ما تطيب به نفوسهم من مال تبذله لهم قل أو كثر. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________________
(1) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب «أحاديث الأنبياء» باب «حديث الغار» حديث (3470)، ومسلم في كتاب «التوبة» باب «قبول توبة التائب وإن كثر قتله» حديث (2766) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .