سيدي، أنا فتاة عرفت طريق الطاعة بعد سنوات من الضياع، وفي بداية الهداية تعرضت إلى كثيرٍ من الضغط النفسي، وويلات الندم على ما فات من آثام.
اعذرني على صراحتي، فأنا قد مارست العادة السرية بإسهاب، وبعد مدة مِن تَرْكي لها أحسستُ بالذنب، وبأني قد فقدت عذريتي، فاتجهت بالصلاة إلى المولى تعالى وقلبي يرتجف خوفًا أن يُعطيني رؤيا تُبيِّن لي حالي: هل أنا عذراء أم لا؟
وفي الصباح حوالي الساعة السابعة والنصف رأيت أنني متزوجة من ابن خالي الذي تقدم لي سابقًا، وحامل، وأننا ذاهبان إلى مطعم، وهناك التقيت بصديقاتي، ثم رأيت أنني أطلب الطلاق منه.
وتفسير الحامل عند ابن سيرين أن الحاملَ تفقد عذريتها، أسألك مدَّ يد العون لي، فأنا أُعاني، والشك يقتلني، هل فقدتُ عذريتي فعلًا أم سأفقدها لاحقًا ليكون ذلك عقاب الله لي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
لا تقنطي يا بنيتي من رحمة الله عز و جل ، واعلمي أن «التَّائِب مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ» إذا حَسُنت توبته وأصلح بعدها.
وأمرُ العذرية يُرجع فيه إلى طبيبات النساء لمعرفة واقع الحال، ولكلِّ حادث حديث، وأيًّا كانت النتيحة فلا ينبغي أن يَصُدَّك هذا عن التوبة أو أن يُزهِّدك فيها أو يُقنِطَكِ من رحمة ربك، فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا الضالون(1).
بل اصدقي في ضراعتك إليه، وأحسني وُقوفَك بين يديه، وهو جل وعلا أهل التقوى وأهل المغفرة(2). والله تعالى أعلى وأعلم.
_________________
(1) قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴾ [الحجر: 56].
(2) قال تعالى: ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ [المدثر: 56].