هل يأخذني الله إذا دعوتُ غيره بدون علم أن ذلك حرامًا؟ وما هي صيغة التَّوبة من ذلك؟ هل إذا قلت في نفسي: «سامحني يا فلان لأني نسيت أن أُنفذ ما وعدتُك به» هل يكون هذا دعاء له؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن حكمَ الخطاب لا يَثبُت في حقِّ الـمُكلَّف إلا إذا بلغه، وما لم تقم عليك به الحجَّة أرجو أن لا تؤاخذ به، وأما صيغة التَّوبة من أيِّ معصية فهي الصِّيغة المعهودة، وهي التي تستوفي شرائط التَّوبة النَّصوح، ويكون ذلك بإصلاح الحاضر بالإقلاع عن الذَّنب، وإصلاح الماضي بالنَّدم، وإصلاح المستقبل بالعزم على عدم العودة إلى ذلك.
وقولك في نفسك: «سامحني يا فلان؛ لأني لم أنفذ ما وعدتك به» ليس من جنس الأدعية الشِّركية؛ لأن دعاء غير الله أن تطلب من غير الله ما لا يقدر عليه إلا الله، ولم يتحقَّق شيء من ذلك في هذه الصِّيغة، وإنما هو من جنس حديث النَّفس لدى تذكُّرها لأمرٍ تعتقد أنها قد فرَّطت فيه، كما يخاطب الشُّعراء الأطلال وكما يخاطبون أحبتهم في قصائدهم وهم غير حضور أمامهم، ولا يُعَدُّ شيءٌ من ذلك شركًا.
زادك اللهُ حرصًا وتوفيقًا، واللهُ تعالى أعلى وأعلم.