شاركت صديقتها في شراء هدية لأستاذهما فحلصت على خصم وتريد أن تستأثر به لنفسها

قررت أنا وإحدى الصديقات شراءَ هدية لمعلمنا بعد انتهاء السنة عربونًا عن تقديرنا له ولفائدة العلم التي كسبناها، فقررت صديقتي أن أشتري أنا الهدية لكوني اعرف الكثير من الأماكن للشراء، ولكوني أملك الوقت للخروج والشراء، فاتفقنا أن آخذ مبلغ ١٠٠ منها، وقد اتفقنا أن يدفع كل منا نصفَ المبلغ.
أمي أرشدتني لمحل هدايا خاص هي زبونة فيه، وسيعطينا أسعارًا خاصة، فأعطاني الهدية بمبلغ ٦٠، وقال: هذا بسبب أن أمي زبونة عنده وأنه يعرف أبي، فأخبرتني أمي أن الرجل سامحني أنا بالمبلغ لكن لم يسامح تلك الفتاة التي اشتركت معي وطلبت مني أمي أن آخذ من الفتاة مبلغ ٥٠ كاملًا، وأن أدفع أنا فقط مبلغ ١٠ فيصبح المجموع ٦٠، مع العلم أن سعر الهدية في الأصل ١٠٠ ولكنه سامحنا وأخذ ٦٠ لأجل أمي، ومعرفته بنا.
أنا متوترة فهل يجوز أن أطلب من الفتاة ٥٠ أم يجب علينا أن نتقاسم المبلغ ويدفع كلٌّ منا ٣٠؟ ما رأيك؟ وما هو الحق في هذا الأمر؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فما كنت أحبُّ لأمك أن تدخلك في هذا المضيق، فإن مبنى الأمرَ بينك وبين صديقتك على المروءة والثقة.
ومفاد هذا أن هذه الصديقة لا تتوقع منك إذا حصلتِ على خصم أن تدَّخِريه لنفسك، بل تتوقع أن تشركيها معك فيه، لاسيما وإن هذا العمل كله من مبتداه إلى منتهاه موقفٌ من مواقف المروءة والنبل، وأنت لو علمت بنصيحة أمك لا تُحبين أن تطلع زميلتك عليه، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس(1). ولاشك أنه إذا عرَفت صديقتك في المستقبل بهذا الموقف سيكون محرجًا لك، وغاضًّا من كرامتك أمامها، وخصمًا من رصيد الثقة الذي بني بينكما، فاستسمحي أمك برفق، وشاركي صديقتك في هذا الخصم. والله تعالى أعلى وأعلم.
______________
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «البر والصلة والآداب» باب «تفسير البر والإثم» حديث (2553) من حديث النواس بن سمعان الأنصاري رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: «الْبِرُّ حُسْنُ الْـخُلُقِ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ».

تاريخ النشر : 18 مايو, 2025
التصنيفات الموضوعية:   07 آداب وأخلاق

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend