كلما نوَت أن تصومَ تحصل كارثة، مثل وفاة والدها أو مرض ابنها أو دخول ابنتها في غيبوبة أو وفات ابنتها وهكذا. فأصبحَتْ خائفةً من أن تنوي الصيام فيصير حدثٌ.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فغفر الله لها! إن هذا الذي تذكره من سُوء الظنِّ بالله !
فإن الربط بين الطاعات والكوارث هو ربطٌ شيطاني، وهو منطق أعداء الرُّسل على مدار القرون، كما قال تعالى: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} [النمل: 47]. وكما قال تعالى: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ } [يس: 18، 19]. وقوله تعالى: { قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ} [يس: 18]. أي: لم نرَ على وجوهكم خيرًا في عيشِنا. وقال قتادة: «يقولون إن أصابَنا شرٌّ فإنما هو من أجلِكم»(1). وقال مجاهد: «يقولون: لم يدخل مثلكم إلى قرية إلا عُذِّب أهلُها»(2).
فلتتُب إلى الله من ذلك، ولتقلِع عن هذا الظنِّ السيء، وعن هذا المعتقد الضال، ولتراغِمْ شيطانَها، ولتستدِمْ صومها، ثقةً بالله وتوكلًا عليه، و{ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [التوبة: 51]. والله تعالى أعلى وأعلم.
________________
(1) «تفسير الطبري» (22/157).
(2) «تفسير ابن كثير» (3/568).