من المعلوم أن من قال أو فعل شركًا أو كفرًا لا يكون كافرًا خارجًا من الملة إلا بضوابط التكفير. فهل للإيمان أيضًا ضوابط؟ يعني أن إنسانًا قد يفعل أمورًا من الإسلام والإيمان.
مثلًا: قد لا يغشُّ في عمله، ويساعد النَّاس، ويحب أن يفعل الخير، ويزيل الأذى من الطَّريق، قد يُصلِّي صلاة عادة لا عبادة. وهناك أيضًا نساء يضعن الحجاب على رءوسهن بأنها معروفة عندهم بالعادة لا بالعبادة… إلخ. نرجو منكم التَّوضيح وبارك اللهُ فيكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمَّا بعد:
فإن الأصلَ في كلِّ من انتسب إلى الإسلام ولم يتلبَّس بناقض جليٍّ من نواقضه أنه مسلم، ولا يزول عنه هذا الحكم إلا بيقين تتحقَّق معه شروط التَّكْفير وتنتفي موانعه، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم لحِبِّه وابن حِبِّه أسامة بن زيد مُنكِرًا عليه قتلَ رجلٍ بعد أن قال كلمة التَّوْحيد مُتعلِّلًا بأنه قد قالها تَعوُّذًا من السَّيف: «هَلَّا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ؟!».
فكلُّ من انتسب إلى الإسلام فهو مسلمٌ، فإن تلبَّس بناقضٍ نُظِر في تحقُّق شروط التَّكْفير وانتفاء موانعه. بارك اللهُ فيك، وزادك حرصًا وتوفيقًا، والله تعالى أعلى وأعلم.