الاغترار بالعبادة

لي صديقة بارك اللهُ فيها ظلت مُداوِمةً على صلاة الفجر لمدة عشر سنوات ما شاء الله، لكن مؤخرًا رأت أحد الأشخاص لا يُصلِّي الفجر ففكَّرت في قلبها فقط كيف هو لا يُصلِّي الفجر؟! الآن لمدة أسبوع لا تستطيع هي القيامَ لصلاة الفجر، فهل هذا بسبب ذاك؟ وكيف تستغفر الله وهي نادمة أشد النَّدم؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن أثقلَ صلاتين على المنافقين الفجر والعشاء، ولو يعلم النَّاسُ ما فيهما لأتوهما ولو حَبْوًا(1)، فلتحمد الله أن سهَّل عليها هذه العبادة، وتسأله الثَّبات على الحقِّ والعزيمة على الرشد، وتستغفر الله مما ألمَّ بها من عارضٍ.
والأصل أن ينظر الإنسانُ إلى من هو دونه في الدُّنْيا لكي لا يزدري نِعَمَ الله عليه، وإلى من هو فوقه في الدِّين لكي لا يغترَّ بعبادته( 2).
نسأل اللهَ أن يَرُدَّنا وإيَّاها إليه ردًّا جميلًا. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فقد أخرج مسلم في كتاب «المساجد ومواضع الصلاة» باب «فضل صلاة الجماعة وبيان التشديد في التخلف» حديث (651) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله ﷺ: «إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْـمُنَافِقِينَ صَلَاةُ الْعِشَاءِ وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلَاةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ».
(56) أخرجه الترمذي في كتاب «اللباس» باب «ما جاء في ترقيع الثوب» حديث (1780) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ؛ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من رأى من فُضِّل عليه في الخلق والرزق فلينظر إلى من هو أسفلَ منه ممن فُضِّل هو عليه، فإنه أجدر أن لا يزدَرِي نعمة الله عليه»، وذكره الألباني في «ضعيف سنن الترمذي» (1780).

تاريخ النشر : 08 أغسطس, 2017
التصنيفات الموضوعية:   03 العقيدة, 11 التوبة, التصنيف الموضوعي

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend