هل تارك جنس العمل- العمل الظاهر بالجوارح فقط مع الإتيان بالنطق بالشهادتين وترك النواقض امتثالًا وأصل عمل القلب الذي يلزم منه النطق- كافر بلا خلاف عند أهل السنة حتى عند من لم يكفر بأحد المباني الأربعة؟ أرجو الإجابة، فهذه المسألة شقت صفوف السلفيين بقوة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن تعبير «جنس العمل» من التعبيرات المجملة والمتشابهة، وقد أفضى إشاعتها إلى تهارج وتراشق بالتهم والمناكر، فمنهم من يريد بها حقًّا، ومنهم من يريد بها باطلًا، فيطالب من يقولها بأن يبين لنا مراده، فإن أراد حقًّا أُقِرَّ على الحق الذي أراده ولا يُقَرُّ على استعمال العبارة، وإن أراد باطلًا رُدَّ مراده ولفظه جميعًا.
وقد نقل عن العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين استنكار استعمال هذه العبارة وقال: «هذه طنطنة لا خير فيها» أو كما قال.
وصفوة القول أن السلف قد اختلفوا في تكفير تارك المباني الأربعة، هل يكفر بمجرد تركها أم لابد من الجحود، والخلاف في ذلك محكي عند أهل السنة، ولا يصح نسبة شيء من هذه الأقوال إلى الابتداع، بل من ظهر له رجحان أحد القولين قال به ولم ينكر على من ظهر له رجحان القول الآخر، فلكل فيما قال سلف وله في اختياره له حظ من النظر. والله تعالى أعلى وأعلم.
حكم تارك العمل الناطق بالشهادتين
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة