الحمد لله الذي شرَّف اللغة العربية بالقرآن الكريم، ثم الصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: الأخ صلاح الصاوي أطال الله لنا في عمركم وبارك فيكم، أحيط علم سيادتكم أولًا: أنا من أشد المعجبين بك وبكل أرائك:
أنا مصري متزوج وأعمل مدرسًا بالقاهرة وحاليًا بالكويت في عمل شاق- المعمار- وحاصل على درجة الماجستير في التربية الرياضية، ولم أحظ بالتعيين في بلدي بالجامعات، وقد أقدمت على الهجرة إلى أمريكا وتقدمت بالهجرة وحصلت على التأشيرة ولكني أريد أن أعرف رأيكم لأنني أخشى على نفسي من الفتنة وأخاف من الوقوع في الكبائر، ولكن الإغراء المادي كبير جدًّا إلى السفر والعمل هناك، فهل تنصحني كأخ في الله؟!
أحتاج إلى رأيك ومشورتك ورأي الدين، فأنا أريد أن أعرف إذا سافرت وحافظت على ديني والصلاة والتقرب من المساجد والجاليات المسلمة أفضل أم أن السفر سوف يعرضني للفتن والمتاعب والكبائر؟ أنا لن أتصرف حتى ترد علي بماذا أفعل، وأسأل الله عز وجل أن ييسر لي الأمر.
الخلاصة: هل أستمر بعملي في الكويت بأجري الزهيد جدًّا جدًّا الشاق أم أسافر إلى أمريكا حيث المعيشة والرخاء والمادة الوفيرة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أحبك الذي أحببتني فيه، الأصل أن يقيم المرء حيث يكون أرضى لله وأعبد له وأنفع لدينه ولعباده، ولا تصلح الإقامة خارج ديار الإسلام إلا لمن أمن من الفتنة في دينه، وهذا يختلف من شخص إلى شخص ومن حالة إلى حالة، وبعض مَن يعيشون في أمريكا في ظروف ممتازة تفضل بكثير ظروف بعض الذين يعيشون في الشرق، وبعضهم في حالة فتنة وخُسران، وعلى هذا فيمكنك أن تجربَ بأن تسافرَ فترة لا تنوي فيها الإقامة الدائمة ولا تحرق فيها كل مراكب العودة بل تسافر بهذا القصد، وتحرص على الارتباط بالجالية المسلمة وبالمراكز الإسلامية فإن يسَّر الله لك حياة طيبة واستقرارًا آمنًا مع جالية تحافظ على دينها وفي إطار مسجد نشط تُصان فيه السُّنَّة ويسعى أهله لنصرتها من خلاله فـ«الْبِلَادُ بِلَادُ الله، وَالْعِبَادُ عِبَادُ الله، وَحَيْثُمَا أَصَبْتَ خَيْرًا فَأَقِمْ»، وإن كانت الأخرى ولم تتمكن وأحسست بنُذُر الخطر وبوادر الفتنة عُدتَ أدراجَكَ سالمًا، ومن تَرَكَ شيئًا لله أبدَلَه اللهُ خيرًا منه. والله تعالى أعلى وأعلم.
الهجرة إلى أمريكا
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة