السؤال:
كيف تفسر زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أختين: زينب بنت خزيمة وميمونة بنت الحارث مع قوله تعالى في المحرمات من النساء: {وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ} [النساء: 23]؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع بينهما، بل تزوج بميمونة بعد وفاة أختها لأمها زينب بنت خريمة، تمامًا كما تزوج عثمان بن عفان بابنتي النبي صلى الله عليه وسلم رقية وأم كلثوم، واحدة بعد موت الأخرى، ولقب لذلك بذي النورين.
لقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية في رمضان على رأس واحد وثلاثين شهرًا من الهجرة، فمكثت عنده ثمانية أشهر، وتوفيت في آخر ربيع الأول على رأس تسعة وثلاثين شهرًا، ذكر هذا القرطبي في «تفسيره».
ثم إنه تزوج أختها لأمها- كما نص على ذلك ابن حجر في «الإصابة»- ميمونة بنت الحارث الهلالية([1]).
قال القرطبي: «تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسَرَف على عشرة أميال من مكة، وذلك سنة سبع من الهجرة في عمرة القضية»([2]).
وبهذا يتضح الأمر ويزول الإشكال. والله تعالى أعلى وأعلم.
____________