هل يجوز أن نقول للأطفال: إن الرَّسول تزوَّج من مارية القبطيَّة كي نفهمهم؟ لأنا إذا قلنا لهم دخل بها أو هي من الجواري فلن يفهموا، فما رأي فضيلتكم في الأسلوب الأمثل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه و من والاه؛ أما بعد:
فإن النَّبيَّ ﷺ لم يتزوَّج مارية القبطيَّة، بل كانت أمَةً له، وكان قد أهداها له الـمُقَوقِس صاحب مصر، وذلك بعد صُلح الحُديبية، وقد كانت مارية القبطيَّة نصرانيَّة ثم أسلمت، فهي أم ولد النَّبي ﷺ، وكان ﷺ يستمتع بها بملك اليمين كما استمتع إبراهيم عليه السلام بهاجر أمِّ إسماعيل.
ولذلك لا يذكر العلماءُ ماريةَ ل ضمن زوجات النَّبي ﷺ ولا بين أمهات المؤمنين، وقد قال الصَّحابة لما اصطفى ﷺ صفيَّة بنت حُيَي: إن حَجَبها فهي من أمهات المؤمنين، وإلا فهي مما ملكت يمينه(1).
وفي هذا دليلٌ على أن أمومةَ المؤمنين لأزواجه دون سراريه، وفي القرآن ما يدلُّ على ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾ [الأحزاب: 6].
أمَّا طريقة تبسيط ذلك للأطفال فيختلف من حالةٍ إلى حالة، وقد يكون التَّجاوز عن ذِكر بعض هذه التَّفْصيلات إلى حين من الاختيارات المناسبة في بعض الحالات حتى يحدث النَّاس بما يعرفون. واللهُ تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه؛ أخرجه البخاري في كتاب «النكاح» باب «اتخاذ السراري ومن أعتق جاريته ثم تزوجها» حديث (5085)، ومسلم في كتاب «النكاح» باب «فضيلة إعتاقه أمته ثم يتزوجها» حديث (1365)، من حديث أنس رضي الله عنه .