السؤال: كيف يكون إبليس جنًّا واحدًا ويوسوس في آذان الملايين من البشر في نفس الوقت ويؤثر عليهم في نفس الوقت؟ وما معنى أن إبليس يجري من ابن آدم مجرى الدم؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لإبليس جنود من الإنس والجن، والجن يتكاثرون ولهم ذرية شأنهم في ذلك شأن البشر، فهو ليس شيطانًا واحدًا، ولكنها ملايين الشياطين.
أما عن جريان الشيطان من ابن آدم مجرى الدم فقد ورد في الباب حديث أم المؤمنين صفية بنت حيي ل قالت: كان رسول الله ﷺ معتكفًا فأتيته أزوره ليلًا فحدثته ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلبني- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد- فمَرَّ رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي ﷺ أسرعا فقال النبي ﷺ: «عَلَى رِسْلِكُمَا إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ». فقالا: سبحان الله يا رسول الله! قال: «إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا»(1).
ومعنى أن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم أن الله تعالى جعل للشيطان قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجاري دمه.
وقيل: هو على الاستعارة لكثرة إغوائه ووسوسته، فكأنه لا يفارق الإنسان كما لا يفارقه دمه، والمعنى الأول أقرب للصواب. والله تعالى أعلى وأعلم.
ـــــــــــــــــــــــ
(1) متفق عليه: أخرجه البخاري (2035)، ومسلم (2175).