هل يجوز لي المشاركة في الانتخابات الأمريكية؟ أي أن أذهب وأصوت للمرشحين أوباما أو ماكين مع العلم أنهم غير مسلمين وتعهدوا بحماية إسرائيل ومحاربة المسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن مبنى الشريعة على تحقيق خير الخيرين ودفع شر الشرين، وتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وقد سبق للمجمع أن عقد دورة كاملة حول المشاركة السياسية المشروعية والجدوى، وانتهت توصياته حولها إلى أنها من مسائل السياسة الشرعية التي تدور في فلك الموازنة بين المفاسد والمصالح، وتتغير الفتوى فيها بتغير الزمان والمكان والأحوال، وعلى هذا أيها الحبيب فإذا كان أحد المرشحين أنفع في الجملة من الآخر سواء بالنسبة للمجتمع الأمريكي بصفة عامة أو للجاليات المقيمة على أرضه بصفة خاصة فيصبح السعي في دعمه توسيعًا لرقعة الخير وتضييقًا لرقعة الفساد والشر، وهو الأمر الذي يتوافق مع مقصود الشارع في الجملة، ولكن لكي يكون للمسلمين دور فعال في هذا المعترك لابد أن تكون لهم أجندة سياسية واضحة المعالم، وأن يتفقوا على جهة تمثلهم وتفاوض عنهم، حتى لا تتفرق أصواتهم وتذهب ريحهم، وإلا باءت محاولاتهم بالفشل، وأصبحت كما يقولون: صيحة في واد، أو نفخة في رماد! ونسأل الله التوفيق للجميع والله تعالى أعلى وأعلم.
المشاركة في الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة