حــول قـول القـائــل إن الله في كــل مكـــان!

الســـــــــــؤال :
••السَّلامُ عليكُم ورحمةُ الله وبركاتُهُ ••
فضيلة الدكتـور..
ماحكم قول أن الله في كل مكان؟!
أفيدونا جزاكم الله خيراً

الجــــ📩ـــــــواب✍🏻
••┈⊰✿ بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحِيم✿⊱┈••
الحمد لله، والصلاة والسلام على رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﷺ، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعــد:
❐ فإن أهل السنة والجماعة يعتقدون أنَّ الله مستوٍ على عرشه استواءً يليق بجلاله وعظمته، وأنه عال على خلقه، بائن منهم، يعلم أعمالهم،
ويسمع أقوالهم، ويرى حركاتهم وسكناتهم لا تخفى عليه خافية.

📓كما قال تعالى: (وَهوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ) [الأنعام: 18]. وقال تعالى:( يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ) النحل: 50 وقال تعالى:
( أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ) [الملك:16].
وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :(ألا تأمنوني وأنا أمين مَن في السماء؟).

📍ومع هذه فهو معهم أينما كانوا بعلمه، وهذه المعية لا تقتضي في اللغة اختلاطًا ولا امتزاجًا ولا اتصالاً، كما زعمه البعض،
بل هي لمطلق المصاحبة والمقارنة.

🌙ألا ترى أن القمر يكون مع المسافر وغيره، وهو عال بعيد ، لا يخالط الناس ولا يمازجهم.
▪والمعية : قد تفيد الصحبة وقد تفيد العلم والاطلاع، وقد تفيد النصرة، حسبما يدل عليه السياق، والمعية الإلهية نوعان:
1) المعية العامة :
ويراد بها معية العلم والإحاطة والشمول، فهو مطلع على خلقه شهيد عليهم وعالم بهم، وسميت عامة لأنها تعم جميع الخلق،
كما قال تعالى :{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۖ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ
وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
2)المعية الخاصة :
وهي معيَّة الإطلاع والنُّصرة والتأييد والتوفيق، وسميَّت خاصَّة لأنها تخصُّ أنبياء الله وأولياءه دون غيرهم من الخلق،
وقد وردت في القرآن في مواطن كثيرة منها على سبيل المثال: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين} (البقرة:153)،
وقوله تعالى: { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} أي معهم بعونه وتوفيقه وتسديده.

📍فالله جل جلاله مع خلقه حثيما كانو بهذا المعنى، أي معية ذات وليست معية صفات،
وينبغي تأويل قول القائل على هذا النحو لنخرجه عن المعنى الضال الذي يخرج بصاحبه عن سواء السبيل.
✍هذا وباللهِ التوفيـق و الله أعـلىٰ وأعلـم

تاريخ النشر : 06 أغسطس, 2025
التصنيفات الموضوعية:   غير مصنف

فتاوى ذات صلة:

Send this to a friend