ماذا عن صيد السمك للهواية وإرجاعُه للماء مرة أخرى؟ لعدم تحقُّق المواصفات القانونية للصيد، أو لمجرد عدم الرغبة في أكله، فقط للجائرة وأخذ صور معه ثُمَّ إلقاؤُه مرة أخرى في الماء وهو حي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه؛ أما بعد:
فقد سبق في ذكر أحكام الصيد أنه يُكره إذا كان لمجرَّد العبث والتسلية، فهذه الصورة المذكورة من المكروهات في باب الصيد، يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في حديثه عن فقه الصيد: إنه يقع على ثلاثة أوجه؛ وذكر منها: أن يصطاد على سبيل اللهو والعبث، وليس بحاجة إلى الأكل، وإذا صاد الصيد تركَه، فهذا مكروهٌ، ولو قيل بتحريمه لكان له وجهٌ؛ لأنه عبث، وإضاعةُ مال، وإضاعة وقت. فقد ورد ما يدلُّ على تحريم ذبح البهيمة أو الصيد لمجرَّد العبث وتركها تموت بدون تذكية(1). والله تعالى أعلى وأعلم.
__________________
(1) فقد أخرج النسائي في كتاب «الصيد والذبائح» باب «إباحة أكل العصافير» حديث (4349)، والحاكم في «مستدركه» (4/261) حديث (7574) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ إِنْسَانٍ قَتَلَ عُصْفُورًا فَمَا فَوْقَهَا بِغَيْرِ حَقِّهَا إِلَّا سَأَلَهُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا». قيل: يا رسول الله وما حقها؟ قال: «يَذْبَحُهَا فَيَأْكُلُهَا وَلَا يَقْطَعُ رَأْسَهَا يَرْمِي بِهَا» وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه».