ما رأيُ فضيلتكم فيمن يقع في فصائل العمل الإسلامي في مصر أو فلسطين ويتطاول عليهم ويحتكر الحقَّ ومعرفته له وحده؟ وهل هذا التعدُّد في فصائل العمل الإسلامي تنوعٌ مطلوب ورحمة بشرط عدم الوقوع في بعضهم البعض، أم الحق واحد لا يتجزأ؟ بوركتم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن التَّعدُّدية الدعوية يمكن أن تكون ظاهرةً إيجابية إذا كانت من جنس تعدد التنوع والتخصص، وليس من جنس تعدد التنازع والتضاد، أي إذا كانت تعدديةَ برامج وليست تعددية مناهج، فإذا انطلق العاملون للإسلام جميعًا من أصول أهل السنة ثم تعدَّدت برامجهم بعد ذلك بحيث يُقيم كلٌّ منهم ما قدر على إقامته من الفروض الكفائية ويتكامل الجميع في النهاية في أداء ما أُنيط بالأمة من إحياء ما اندرس من معالم الدين، وساد بينهم التراحم والتغافر، وأحيوا بينهم فريضة التناصح والتواصي بالحق، ولم يبغ بعضهم على بعض، فإنها تكون والحال كذلك ظاهرةً إيجابية مباركة، فإن الله جل وعلا قد قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، وما أجمل أن يرضى كلٌّ منا بما قسم الله له، وأن يحترم كلٌّ منا عبوديةَ أخيه لله ! وألا يحقر منها شيئًا!
أمَّا إذا ساد بينها التقاطعُ والتدابر، وشاعت في أوساطها البِدَع والمحدثات، وتربص بعضُهم ببعض وبغى بعضهم على بعض، فذلك الشؤمُ المنذر بفساد الدين والدنيا معًا.
والذي نخلص إليه أن التعددَ صار واقعًا لا سبيل إلى مجاحدته، فالسعيُ إلى تسديده وترشيد التعامل بين فصائله دعوةٌ أقرب إلى الواقعية وأقومُ بالمصالح الشرعية. ونسأل الله التوفيق للجميع، والله تعالى أعلى وأعلم.
تعدد فصائل العمل الإسلامي
تاريخ النشر : 30 يناير, 2012
التصنيفات الموضوعية: 03 العقيدة